لموشية تحدث عن أمور خطيرة لا يمكن السكوت عليها

“سعدان أبعد 7 لاعبين وجلب 7 لاعبين جدد... قضى على روح المجموعة وعلى الانسجام داخل المنتخب.... ليست التشكيلة التي أعطاها لنا أمام مالاوي وأعطاها للصحفيين من دخلت،

حدث أمر خطير غيرها.. وأنا كنت شاهدا على الواقعة الخطيرة التي شاهدتها بأم عيني ولم يكن بإمكاني السكوت عنها....كنت سألعب أساسيا أمام مالي، لكن.....سعدان يطبق سياسة الكيل بمكيالين داخل المنتخب...كنت شاهدا على قضايا أخطر والتزمت الصمت... سعدان أبعدني لأني صراحته بالحقيقة وجها لوجه.... أرسل لي جلول زهير وقال لي أنت مبعد...” هذا هو كلام لموشية أمس في حواره الحصري لـ”الهدّاف”، ولا يوجد أخطر من تصريحات كهذه عن الطريقة التي صار منتخبنا يسيّر بها من الداخل، فأن يتدخل لاعبون في تغيير التشكيلة الأساسية فهذا أمر يندى له الجبين ولا يمكن السكوت عنه مهما كانت قيمة ووزن هؤلاء اللاعبين، وأن يتعامل المدرب مع لاعبيه بتطبيق سياسة الكيل بمكيالين فهذا أمر خطير للغاية.
من غيّر التشكيلة أمام مالاوي؟
وإن كان لموشية لم يكشف عن سرّ الواقعة الخطيرة التي حدثت بالضبط قبيل لقاء مالاوي وتسببت في تغيير التشكيلة، فإنه بذلك أعطانا الانطباع بأن لاعبين تدخلوا وقاموا بتغييرها، وربما لاعبين احتجّوا على المدرب بطريقة مبالغ فيها، فاضطر إلى تغييرها مكرها، وهو ما يجعلنا نفتح مجالا للتساؤل عن أسماء هؤلاء اللاعبين الذين كان لموشية يقصدهم بكلامه، من هؤلاء الذين سوّلت لهم أنفسهم كي يقحموا أنفسهم في الأمور التقنية والفنية التي هي من صلاحيات المدرب؟ من هذا “رومبو” الذي قام بتغيير التشكيلة أمام مالاوي؟ من يكون هذا اللاعب الذي صار يؤثر على مدربه كي يلجأ هذا الأخير إلى التراجع عن قراراته؟ أسئلة تبقى الإجابة عنها غامضة لأن لموشية لم يكشف الأسماء، لكنه ومثلما كشف عن سرّ الواقعة سيكشف يوما الأسماء وستفضح كل الأطراف.
من قصد لموشية من اللاعبين بالضبط؟
وقد نسمح لأنفسنا أن نتساءل عن أسماء اللاعبين الذين صاروا يزجون بأنفسهم في الأمور التي لا تعنيهم، وصاروا يؤثرون على سعدان كي يتخذ قراراته، فقد يكون من قصدهم لموشية القائد السابق يزيد منصوري الذي كان مصيره قبيل المونديال الإبعاد من التشكيلة الأساسية، وقد يكون الأمر متعلقا بزياني أو يحيى عنتر أو غزال، يبدة أو أي لاعب آخر، ومهما يكن اسم اللاعب أو قيمته ووزنه في تشكيلة “الخضر”، فإن أمورا كهذه ما كانت لتحدث في منتخب اسمه منتخب الجزائر، ما كانت لتحدث لو أن سعدان فرض منطقه، فلو سلمنا حقا بصحة ما كشف عنه لموشية فإن أصابع الاتّهام هنا ستوجه لسعدان الذي ترك الأمور تتعفّن وصارت كلمته لا تسمع داخل المنتخب.
الأمور تعفّنت ولذلك صار منتخبنا عاجزا عن الفوز
ويكون لموشية بحواره هذا، وبالحقائق التي كشف عنها، والأمور الخطيرة التي تطرق لها، قد جعل الرؤية تتضح كثيرا بخصوص الأسباب التي جعلت مستوى منتخبنا ونتائجه تتقهقران، فالمنتخب ومنذ تلك الدورة لم يعد قادرا، لا على التسجيل ولا على الفوز ولا على الإقناع، ولا على السيطرة، ولا على فعل أي شيء إيجابي، والسبب يعود إلى أن الأمور صارت متعفنة داخل المجموعة ولا تطاق، فما دام هناك لاعبون يزجون بأنفسهم في الأمور الفنية، وفي تحديد التشكيلة فإن ذلك دليل على أن المنتخب أصبح أشبه “بحمام” حقيقي يحكم فيه الجميع بأحكامه، ويتصرف فيه اللاعبون كما يحلو لهم، وما دام سعدان يسمع لهؤلاء على حدّ ما كشف عنه لموشية، فعلينا ألا نبحث عن الأسباب التي جعلت منتخبنا هذا يسقط سقوطه الحر في السبعة أشهر الأخيرة.
الأوضاع مرشحة للتعفّن أكثر مستقبلا
ولطالما كانت روح المجموعة العالية من أهم نقاط قوة منتخبنا الوطني خلال الإقصائيات المزدوجة لكأسي إفريقية والعالم 2010، روح جعلته يصل للمونديال و”الكان” معا، لكن تلك الروح لم يعد لها أثر منذ مدة، وبالضبط منذ آخر انتصار حققه “الخضر” على حساب كوت ديفوار، والدليل على ذلك أن اللاعبين اليوم صاروا يفكرون في مصالحهم أكثر مما يفكرون في المنتخب، في صورة أولئك الذين فضلوا الغياب عن لقاء الغابون متحججين بالإصابة، في وقت كانوا يركضون مثل “الخيول” في لقاءاتهم الودية مع أنديتهم يومين بعد ذلك، وفي صورة من صاروا يتنبأون بأنهم لن يشفوا من إصابتهم من الآن للغياب عن لقاء تانزانيا، والخطأ خطأ الطاقم الفني الذي ترك الأمور تتعفن إلى أن وصلت إلى ما هي عليه اليوم.
المقصلة طالت المحلّيين فقط دون المشاغبين وهذه هي سياسة الكيل بمكيالين
“أبعدنا حاج عيسى لأنه تعدى حدوده قبل مصر... أبعدنا لموشية لأنه لم يكن منضبطا... أبعدنا شاوشي لأنه غير منضبط، عليه أن يعرف أن المنتخب ليس ناديا... أبعدنا رحو، زاوي لأن مستواهما تراجع.....” تلاحظون أن كل المبعدين هم لاعبون محليون ينشطون في البطولة الوطنية، ومن الصدف أن ولا لاعب محترف يتواجد ضمن المبعدين اللهم غيلاس الذي كان قد كشف في حواراته السابقة عن أسباب إبعاده الحقيقية، فهل يعقل أن يكون سوء الانضباط وتعدي الحدود سوى من اللاعب المحلي دون اللاعب المحترف؟ هل يعقل أن يتعدى حاج عيسى ورفاقه ممن ذكرنا أسماءهم حدودهم ولا يتعدى زياني ومنصوري وغزال وآخرون حدودهم؟ ما لم نفهمه أن المقصلة في المنتخب خلال عهدة سعدان صارت تطال المحليين فقط، فيما يبقى المحترفون محافظين على أماكنهم ضمن المنتخب مهما قاموا به من تصرفات طائشة، وربما هذه هي سياسة الكيل بمكيالين التي تحدث عنها لموشية في حواره أمس لـ”الهداف”، فمثلما أبعد المحليون جميعا واحدا وراء واحد، مثلما ربما كانوا يهمشون داخل المجموعة ويعاملون بمعاملة لا تليق بهم كلاعبين محترفين.
ماذا الآن لو يتحدث حاج عيسى، رحو، زاوي والمبعدون؟
ومثلما تحدث لموشية بعد التزامه الصمت لفترة طويلة، سيأتي اليوم الذي سيتحدث فيه حاج عيسى ليكشف ربما أمورا حقيقية أحيطت بإبعاده من المنتخب قبيل لقاء مصر، كما قد يتحدث رحو لكي يكشف عن أمور جعلت التضحية به ضرورية رغم عدم وجود مدافع أيمن يغطي الجهة الدفاعية اليمنى للمنتخب ليومنا هذا، كما قد يتحدث زاوي أيضا مستقبلا ويكشف أمورا خفية جعلته يذهب ضحية هو الآخر، رغم أنه في موقعة الخرطوم فقط أثبت بأنه لا يقل شأنا لا على عنتر يحيى ولا بوقرة ولا حليش، وقد يتحدث آخرون أيضا، وتنكشف أمور وفضائح خفية عاشها هؤلاء من الداخل.
سعدان سيقتنع حقا بالانسحاب بعد تانزانيا وإفريقيا الوسطى
ومهما يكن فإن ما كشف عنه لموشية سيزيد الضغط على الناخب رابح سعدان، وهو الذي يعيش فترة عصيبة منذ ما حدث له في لقاء الغابون الودي، ولعل ما سيزيده ضغطا هو التحدي الذي رفعه لموشية عندما دعاه لكي يواجهه وجها لوجه في ندوة صحفية يكشف فيها الطرفان كل شيء، ومن المؤكد أن الناس سيحكمون على سعدان بأنه هو المخطئ في حال رفضه عقد هذه الندوة التي دعاه لها لموشية الذي قال إنه يملك الشجاعة لمواجهته أمام الملأ، ومن المؤكد أيضا أن سعدان سوف يقتنع هذه المرة بالقرار الذي كان قد اتخذه بعد خسارة الغابون، وسيلجأ إلى تقديم استقالته من على رأس العارضة الفنية بعدما صارت السهام توجه له من كل صوب وحدب بسبب التراجع الرهيب والمخيف الذي عرفه المنتخب الوطني منذ 7 أشهر بالضبط، وهو ما سيحدث بعد لقاءي تانزانيا وإفريقيا الوسطى.