نحن العرب دخلنا غينيس بالفساد

الممثل السوري بسام كوسا
لا يمكن أن أنسى ''عمر قتلاتو الرجلة''

أبدى الفنان السوري ''بسام كوسا'' إعجابه الكبير بالأفلام السينمائية الجزائرية الجديدة، والتي أكد أنها تبشر بعودة الفن السابع الجزائري إلى مكانته، وتحدث الفنان السوري عن رفضه المطلق للعمل في التلفزيون المصري على غرار مواطنيه السوريين.. ''الخبر'' التقته في دمشق فكان هذا الحوار.
في البداية نود أن نبدأ من عملك المسرحي الأخير ''كذا انقلاب''، الذي لم يعرض للأسف في مهرجان دمشق المسرحي في طبعته الأخيرة، فما هي أسباب عدم العرض؟
العمل هو لعزيز نسين بعنوان ''عاش لب الشمام'' قد اخترنا له عنوان ''كذا انقلاب''، وهو من نوع الكوميديا الاجتماعية التي أحبذها شخصيا. أما سبب عدم عرضه فهو راجع إلى غياب الممثلين الذين دعيوا إلى مهرجانات أخرى خارج دمشق.
المسرح في الوطن العربي وسوريا تحديدا، لم يحافظ على تطوره، وقليلون هم المتشبثون به، لماذا في رأيك؟
حال المسرح من حال الثقافة الموجودة بشكل عام، والتي هي بحاجة إلى استقرار كامل وفي جميع الميادين، فالمحيط شئنا أم أبينا قاس، ويقسو علينا، فانظري اليوم فلسطين، لبنان، العراق، منطقة الشرق الأوسط كلها منطقة حارة، وهو ما ينعكس على الثقافة التي تعرف حالة اضطراب، فهي تزدهر في حالة الاستقرار، لكن الشعوب عموما تعبر عن نفسها بالعمل، وكل ما أتمناه هو أن تعرف المنطقـة الهدوء لأن الناس تمتلك طاقات هائلة.
صحيح أن تظاهرة 2008 دمشق عاصمة الثقافة العربية ألقت الضوء على طاقات هائلة كانت مجهولة، وكانت فرصة لها لتقديم نفسها، واستفاد المسرح من خلال التجارب الكثيرة التي شاهدها المتلقي، وكل أمنيتي أن لا تكون هذه الفعالية مناسباتية أو سياحية، بل تستمر، ونحن نحاول كفنانين مع المؤسسات عنـدنا أن هـذه الحركـة الثقافيـة والفنية وتستمر.
علقت على عدم استقرار وتطور الفنون بالوضع العربي العام، ألا تعتقد بأن الأزمة تولد الهمة كما يقال، وألا ترى أن الأزمات تولد النخب والعباقرة سواء في العلوم أو الفنون؟
صحيح هناك فنون تظهر في الأزمات، لكن الفن فعل وليس رد فعل، والشيء الذي يساوي حياة بانورامية هو الفعل، فلنأخذ مثالا عن الجزائر، هذا البلد يمتلك طاقات مسرحية وسينمائية كبيرة ومذهلة، وكلنا بحاجة إلى طاقة الجزائر، لكن الاضطرابات التي عاشتها لعدة سنوات أثـرت على طاقاتها، فمنها من تنحى ومنها من هاجر وهو ما سبب عدم استقرار، وهو نفس الشيء بالنسبة للعراق فإبداعاته في جميع الفنون في حالة اضطراب وما يقدم اليوم فيها ليس إلا رد فعل.
الفنان بسام كوسا ذكي في اختياراته، والدليل أنه ما من شخصية يلبسها إلا تليق بمقاسه؟
عموما يقدم لي خلال السنة من 10 إلى 15 عملا، أختار من عمل واحد إلى ثلاثة أعمال، والشروط التي لا يتم الاتفاق بدونها مع أصحاب العمل، هي النص المتين المكتوب بصيغة عالية الجودة وتقنية بناء الشخصيات والآراء المقدمة على المستوى الفكري والاجتماعي والاقتصادي والسياسي، ثم الإخراج فأنا شخصيا أهتم بمن هو المخرج، أحيانا يصادفني نص ممتاز، ولكنني لا أتقاطع مع المخرج، أي أن إمكانياته لا تتناسب معي مما يدفعني للاعتذار، ثم إن هناك أمر أساسي آخر وهو تيقني من أنني أصلح للدور أم لا، فأحيانا يسند لي دور البطولة، لكنني لا أتناغم ولا أقتنع بالدور فلا أقبله أيضا، أما الشرط الرابع وهو الظرف أو الواقع الإنتاجي وكيف يدار.
هل شاركت في عمل فقط لأنه مربح، خاصة وأن الدراما السورية تعتمد أيضا على الرأسمال الخليجي؟
كل الأعمال التي أعمل فيها مربحة- يبتسم- والإنتاج هو رأس مال عربي متنوع وهذه ظاهرة إيجابية، لكن أخاف أن تأتي السيولة المالية مع الأفكار التي سيوجه بها العمل، وهذا ما حصل مع بعض الزملاء في بعض الأعمال التي لم أشارك فيها.
تستقطب مصر اليوم النجوم السوريين للعمل بها، بماذا تفسر هذه الظاهرة؟
يحق لكل فنان أن يمارس حياته المهنية كيفما شاء -من حيث المبدأ- حتى ولو في الصين إنشاء الله، أما بالنسبة لي فقد دعيت للمشاركة في أعمال مصرية مهمة، ولم أوافق لأنني أرفض العمل في التلفزيون المصري، لأن لدي قناعة تامة أن في مصر طاقات كبيرة تعبر عن واقعها أحسن مني، فأنا أفهم مجتمعي أكثـر. أو هكذا أزعم. وأعود للجزائر فأنا أفهم اللهجة والإنسان الجزائري، لكنني لا أستطيع أن أعبر عنه، مثلما يعبر عنه الفنان الجزائري، لأنه يملك الروح والإيماءة والسلوك والذاكرة الجماعية والنطق والخصوصية... وهناك مسألة أخرى، وهي إذا أراد بسام كوسا أن يشارك أو أن يذهب إلى مصر لتقديم عمل يمكنه تقديم مثله هنا في سوريا، فلماذا لا أختصر المسافة على نفسي.
ولو كان العمل سينمائيا مشتركا، هل يعني نفس الشيء بالنسبة لك؟
نحن نستفيد من العمل المصري أو الأردني أو غيرهما، فهو يعزز من طاقاتنا، فنحن نتعلم من التجارب ونستفيد من الأخطاء، والسينما شيء آخر، وهناك عمل سينمائي عرضه علي المخرج كامل القليوبي، وهو سيناريو جيد حّول من عمل أدبي إلى سيناريو، وهو صعب، ففيه بعد فلسفي عميق. وسنبدأ التصوير في الشهر الثاني أو الثالث من السنة الجارية، فإذا كانت الظروف مواتية فسأشارك فيه، خاصة وأننا لا نملك اليوم صناعة سينما في سوريا.
هل أنت مطلع على السينما الجزائرية؟
كنت كما تعلمين عضو لجنة التحكيم في مهرجان الفيلم العربي بوهران منذ سنتين، ولقد سنحت لي الفرصة بمشاهدة أفلام جزائرية وهي لائقة فنيا وراقية وتبشر بمستقبل يعيد للسينما الجزائرية توهجها، وسبق لي أن شاهدت الأفلام الجزائرية عندما كنت طالبا في المعهد، ولحد الساعة مازالت ذاكرتي تحفظ ''عمر قتلاتو الرجلة'' إنها أفلام هائلة ومهمة، برأي فإن الظروف التي عاشتها الجزائر السياسية والداخلية لمدة عقدين على الأقل قضت على إمكانيات متميزة وضخمة في الجزائر، ولكن الأمور بدأت ترجع إلى مجراها بالتدرج.
واجهت الدراما الشامية انتقادات رغم الصدى الكبير الذي حققته، وباب الحارة الذي شاركته فيه خير مثال، بماذا تفسر ذلك؟
جزء كبير من الانتقادات صحيحة، وأنا مسؤول عن أي عمل أشارك فيه، ولا يمكنني التنصل منه سواء بنجاحه أو بفشله لأنه جزء مني وأنا مدرك لعيوب ''باب الحارة'' على سبيل المثال لا الحصر، فدمشق لم تكن كما صورها المسلسل فقط، بل كان هناك التعليم وحركة سياسية وتحرر المرأة وأحداث الحرب العالمية الأولى، لكن هذا النوع من الأعمال قام المؤلف بتعقيم الحارة مما كان يجري فيها من تأثيرات خارجية، وهو عمل فلكلوري يعرض كيف يلبسون وكيف يأكلون وكيف يعملون وكيف يتزوجون.. بيوتهم.. طبخهم.. كيف يتحدثون، فإذا أدخلنا الحرب العالمية أصبح شيئا آخر.
هل تمكنت الدراما السورية المعاصرة من أن تكون جريئة في تعاطيها مع المواضيع الاجتماعية؟
هناك من قال إننا سطحيون، لقد تحدثنا عن الفساد، فهل هذه سطحية، تعرضنا لسوء معاملة المرأة، أفلم نكن جديين في التعامل؟ هناك من ادعى أن هذه الأعمال ترفيهية، وآخرون قالوا إنهم يعملون مع المخابرات.. هناك صراع مع العقل الرقابي ليس فقط في سوريا، بل في الوطن العربي، فهو عقل متخلف ويتصاعد ويتنازل، لقد تحدثنا عن الفساد والانحراف بكل أمانة.. ''نحن العرب دخلنا غينيس بالفساد''. نحن متجمعات مستهلكة لسنا فاعلين. الوطن العربي زراعي ويمكننا تمويل العالم، لكن هناك مجاعة.. فيه بطالة.. أمية.. فقر.. فساد.. بالله عليك أعطيني بلدا واحدا وسنحكي عن إيجابياته 1000سنة.
يقال الدراما السورية خطفت الأضواء من الدراما المصرية، وأن الأولى حققت انتشارا واسعا واحتكرت القنوات الفضائية.. ما تعليقك؟
مقولة إن الدراما السورية سحبت البساط من الدراما المصرية كلام غير مسؤول وخطير جدا بالمفهوم السينمائي أو الدرامي. أولا يجب أن نفهم شيئا وهو هل يوجد بساط أم لا، ثم إن الصراع اقتصادي محض، وأصحاب رؤوس الأموال حولوه إلى صراع ثقافي، ونحن كفنانين نترفع عنه. فالمصريون منذ سنوات كانوا الأشمل والأوسع، رغم أننا في سوريا بدأنا العمل التلفزيوني في نفس الفترة مع الإخوة المصريين، وبالأمس كان هناك طرف واليوم يوجد طرفان، بفضل المال والصناعة، وأنا أشاهد أي عمل مصري محترم، فأنا أتعلم منه مثلما يعلمني نظيره في لبنان أو سوريا أو الأردن وهو شرف لي.
أنت دائم الانتقاد والنقد، فهل لا يعجبك أي شيء في سوريا؟
لا أعارض للمعارضة، أعتقد بأن مهمة الفن هي أن نعلم الناس كيف تسير. أن تحترم خصوصية الآخر. لست مبشرا أو داعية، ولكن أرى أن مهمة الفن هو أن تجعل الحياة أقل رداءة، وهدف الفن أيضا هو أن نجعل الحياة ممكنة، الحياة كلها ظلم، والإنسان لم يخلق شيئا إلا الفن، فتخيلي الحياة بدونه، تخيلي الحياة من دون فيروز مثلا؟ أنا مثلا لا أتخيلها أو على الأقل صعب أن أتخيلها.
هل من مشاريع جديدة في الأفق؟
عملان من نوع الدراما المعاصرة الأول ''العار'' لحسن سامي يوسف ونجيب نصير، وأنا أعتبرهما من أهم المؤلفين في سوريا، والإخراج فهو لرشا شربتجي. أما الثاني فهو ''سحابة صيف'' لكاتبة جديدة وهامة وهي إيمان سعيد، الإخراج لمروان بركات. أما العمل الثالث فلم أوافق بعد، فأنا متردد فيه حقيقة، وخائف منه، وهو رؤية جديدة لأسعد الوراق، من كلاسيكيات الدراما السورية أبيض وأسود، وهو من الذين نفتخر بهم كلنا، والآن نعيد كتابته برؤية جديدة وهو ما يخيفني من العمل، ولقد أجلت موافقتي إلى غاية قراءة النص.

اكيد العرب ظهرت فينا صفة الارهابيين و القتالين
و الظاهر الان اننا نقتل في بعضنا

والله عنده حق

اولا لم افهم المقال اختى
و ثانيا لو قال هذا الكلام فهو على حق

طبعا لا هو يراها بمنظروا اخر اطلاقا
فهو يعتبر ما يأخذه من وجهة نظر الغرب عنا
و الظاهر هو ان الاخ لا يعرب عروبته جيدا و الا ما كان ليقول هذا

هذا شأن الغرب و نحن لا علاقة لنا
نحن نعرف انفسنا جيد
صحيح فينا بعض المعطوبين لكن
لا يجب التعميم