راحة البال

موضوع: راحة البال السبت أغسطس 29, 2009 4:10 pm

راحة البال

راحة البال ، ذلك المطلوب الدائم للإنسان ، من أجلها يدفع المال ، وفي سبيلها قد يترك الأهل و الأوطان ، و العجيب أن راحة البال لا يشتريها المال ولا تخضع للسلطان ، فكم من فقير معدم نال من راحة البال ما لم ينل عشر معشاره أرباب الأموال

وكم من ملك يتقلب في العز و السلطان لا يتمتع براحة البال كما يتمتع بها بعض سجنائه ، و كم من أبله معتوه يعيش في راحة بال لا يعرف مثلها أذكى المفكرين و أنبه الفلاسفة ، فسبحان الله الذي يعطي راحة البال لمن يشاء من عباده ، ما فما هي راحة البال وكيف تتحقق؟

==================

إن راحة البال ليست بالشيء العسير

إن راحة البال هي معرفة أنك قمت بعمل كان ينبغي عليك القيام به ، أن تكون متيقنا بأنك تصرفت بشكل صحيح لأنك كنت تقصد ذلك وتنويه وأن تغفر لنفسك اللحظات التي لم تكن فيها بالقوة أو بالإرادة التي كنت تريد أن تكون عليها .

إن راحة البال تتأبى وتتمنع عليك عندما تبحث عنها بعد عمل قمت به وجاءتك نتائجه سلبية، أو شعرت بأنك لم تعمل ما يكفي لإرضاء شخص ، حينئذ يكون بحثك عن راحة البال كمن يبحث عن إبرة سقطت منه في أعماق البحر ، فبحثك عنها محض عبث

إن راحة البال يجب أن توجد قبل العمل الجيد وليست نتيجة له . إذا كنت تتمتع بوجود نوايا حسنة لديك ، سيمكنك حينئذ أن تحظى براحة البال

========

إن نواياك الحسنة لا تظهر لشخص غيرك ولا يستطيع أحد غيرك أن يحاكمك على أساسها ، وعندما تكون متأكدا من نواياك الحسنة فإن ضميرك يستريح ويمنحك راحة البال حتى و إن واجهتك ردود أفعال سلبية من الناس الذين لم يعرفوا بعد نواياك ، لذلك تذكر دائما أن تصنع راحة بالك بالنوايا الحسنة وبالقلب الكبير الذي لا يضمر سوءا لأحد ، إن ذوي القلوب الخالية من التآمر ينامون باكرا ، أما عند ذوي القلوب المشحونة فالنوم أوله اضطراب و أوسطه كوابيس و آخره مزاج مكهرب

=============

يمكنك أن تحظى براحة البال قبل أن تصفح عن الآخرين إذا كنت صادقًا ولديك نية في الصفح ، لا تطمع في راحة البال إذا كنت ستصفح من أجل راحة البال ، كلا لن تنال شيئا ، ولكن منذ البداية وحتى قبل أن يسيء أحد إليك اجعل من التسامح و العطف خلقا يصحبك ، وربما ستحتاج إلى الاستعانة على امتلاك هذه السجية أن تعتقد أن الناس كلهم مساكين ، حتى ذلك المعتدي مسكين لأنه يورد نفسه الشقاء و العناء وقلة الأمان بعدوانه ، تأكد عدوك ليس مستريح ، فوزه عليك قهرا وظلما لا يصنع هناء ، بل شقاء واضطراب ، لا أحد يحب العداوة لذاتها ولكن تقع العداوة بين الناس عندما يعتقد بعضهم أنه لا يوجد طريق يضمن أن يربح و يُربِح ، بعض الناس بل أكثر الناس تربّى على أن يُخسّر ليربح ، ولكنه في النهاية يكتشف أنه خسر أيضا ، فما رأيك في أن تعلمه درسا في التعامل المتبادل الربح ثم تصفح عنه ، ستربح أنت شيئا آخر هو راحة البال

===================

من الواضح للجميع أن الدنيا ملأى مشكلات ، ولكن لنستمد الراحة من الفكرة القائلة : إن العدالة ستسود في نهاية المطاف ، عليك أن تدرك أن من أساؤوا للعالم سيدفعون الثمن يوما ما

لقد عرض التلفزيون قبل فترة قصة رجل أساء لزوجته إساءة بالغة ، فقد خدمته تلك المرأة بتفان و إخلاص مدة خمسة عشر سنة ثم أصيبت بمرض عضال أقعدها السرير و ذهب بجمالها وشبابها فما كان منه إلا أن تركها و أهملها وتزوج غيرها ولم يتذكرها ولو بزيارة ، كلنا نصاب بالذهول أما هذه المشكلات ونتمنى لو انتقمت الأقدار لتلك المسكينة والحقيقة أن الأقدار عادلة فهل عاش ذلك الرجل بعد فعلته سعيدا ؟ لقد اتصل بالبرنامج التلفزيوني وكشف عن حاله البائس وعندما سألوه أين تعيش؟ قال في الجحيم

بصرف النظر عن التجارب التي يعيشها كل فرد منا فإن الأبحاث تثبت أن الذين يعتقدون أن العدل ينتصر في نهاية المطاف أروح بالا من غيرهم بأضعاف

===========

يمكنك أن تحظى براحة البال قبل أن تواجه موقفًا صعبًا إذا ما كنت محددًا في نواياك تجاه مواجهته، الأمر في غاية السهولة ، تصرف كما لو أنك لا تتوقع المواجهة ، تغافل ، حافظ على خلو بالك من الظنون ، دع الآخر يفصح عن نواياه وبعد ذلك تصرف بما يقتضيه الموقف ، وتصور بعد ذلك ما سيحدث ، سترجع ببال مستريح وسيرجع خصمك المسيء بعذاب و قلق

==========

إن راحة البال تكمن في قبول الأشياء الجيدة لديك ، وعزمك أن تفعل الصواب .

ترى هل تعرف الكثير عما في جوهرك من الأمور الجيدة ؟ أم أن جلدك الدائم لنفسك أنساك ما تمتلك من حسن الجواهر ، حتى ولو كان لك سلبيات فلا تدعها تعكر مزاجك ، إذا كنت تجاهد نفسك فقد قمت بما يجب ، لا ترفض ذاتك فتخسر راحة البال ودون أن يتغير من نفسك شيء. وتذكر ما قلته لك يوما في هذا البرنامج: قمة الحكمة هي أن تقبل نفسك وتقبل العالم

===============

إذا كان لزامًا عليك أن تنجز شيئًا كي تحظى براحة البال حتى وإن كان هذا الشيء هو أن تقوم بعمل خيري لتصلح ضررًا قد تكون ألحقته بالآخرين أو أن تلتزم بوعودك - فإن راحة بالك حينئذ تتلاشى بسرعة البرق ، لا تشتر راحة البال بعمل الخير بل اصنع راحة البال أولا لأنك تستحق ذلك وبعد ذلك افعل الخير

إن راحة البال الحقيقية هي معرفة أنك ستفعل ما تحتاج فعله ، والإيمان بالجوانب الإيجابية لديك

وقدرتك على تحقيق تلك الجوانب .

**************

قل لنفسك دائما : إنني أفعل خيرًا .إنني أنوي خيرًا .إنني شخص صالح.

========

وإليك قائمة بلصوص راحة البال لتحتاط منهم:

ـ سوء الظن بالناس: والمشكلة عندما تجعله يقينا و هو مجرد شك

ـ الحسد: و كأنك بالحسد تعترض على قسمة الله

ـ جلد الذات:لا داعي لتجلد ذاتك ، يكفي أن تلومها لتعتبر من الصالحين

ـ الخوف: فما تخاف منه أغلبه لا يقع

ـ الأخطاء: لا تقلق من الأخطاء لأنها تعلمنا الكثير

ـ التفكير الدائم في المستقبل: ليتك تستمتع بالحاضر لأنه سيمضي ، ودع المستقبل و شأنه

ـ نظرة الناس: أنت تبالغ في تصور نظرة الناس لك ، لا تنزعج فالكل مشغول عنك بنفسه

=======

قال أحد الحكماء:
علمتني الحياة
أن أجعل قلبي مدينة بيوتها المحبة وطرقها التسامح والعفو .. وأن أعطي ولا أنتظر الرد على العطاء ..
وأن أصدق مع نفسي قبل أن أطلب من أحد أن يفهمني ..
وعلمتني أن لا أندم على شي وأن أجعل الأمل مصباحا يرافقني في كل مكان
*****

يقول عبد الرحمن المجدوب:

فاعَل الخَيـرْ هَنّيـهْ بَالفَرْح وَالشُّكرْ دِيما
وفاعل الشَّر خَلّيـه فِعْلُه يَرجَعْ لُه غْريمَة

موضوع: رد: راحة البال السبت أغسطس 29, 2009 4:11 pm

» في بيتنا باب «

في حجرة صغيرة فوق سطح أحد المنازل... عاشت أرملة فقيرة مع طفلها الصغير، حياة متواضعة في ظروف صعبة إلا أن هذه الأسرة الصغيرة كانت تتميز بنعمة الرضا و تملك القناعة التي هي كنز لا يفنى.

لكن أكثر ما كان يزعج الأم هو سقوط الأمطار في فصل الشتاء، فالغرفة عبارة عن أربعة جدران ، و بها باب خشبي غير أن سقفها كان مجرد صفيح كثير الثغرات و الثقوب.

ذات يوم تجمعت الغيوم وامتلأت سماء المدينة بالسحب الداكنة ومع ساعات الليل الأولى هطل المطر بغزارة على المدينة كلها، فاحتمى الجميع في منازلهم ، أما الأرملة و الطفل فكان عليهم مواجهة شلالات الماء المنهمر عليهم من ثقوب السقف

نظر الطفل إلى أمه نظرة حائرة و اندسّ في أحضانها يرتجف من البرد ، لكن جسد الأم مع ثيابها كان غارقًا في البلل ، أسرعت الأم إلى باب الغرفة فخلعته و وضعته مائلاً على أحد الجدران ثم خبأت طفلها خلف الباب لتحجب عنه سيل المطر المنهمر ، نظر الطفل إلى أمه في سعادة بريئة و قد علت على وجهه ابتسامة الرضا وقال لأمه:

ماذا يا ترى يفعل الناس الفقراء الذين ليس عندهم باب حين يسقط عليهم المطر؟ !!!

لقد أحس الصغير في هذه اللحظة أنه ينتمي إلى طبقة الأثرياء ، ففي بيتهم باب!

=============

إحساسك النابع من داخلك هو سعادتك أو شقاؤك بغض النظر عن ما يحدث خارج نفسك

ليلتكم سعيدة

موضوع: رد: راحة البال السبت أغسطس 29, 2009 4:13 pm

شكرا لك عاشق برشلونة