السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين .. وبعد :
فإن لتلاوة القرآن الكريم آدابا تنبغي مراعاتها والعمل بها لتكون القراءة مثمرة ومجدية ومفيدة نافعة للقارئ في الدنيا والآخرة والقرآن الكريم خير كتاب أنزل على أشرف رسول إلى خير أمة أخرجت للناس بأفضل الشرائع وأسمحها وأكملها .
نسأل الله تعالى أن ينفعنا به وسائر إخواننا المسلمين وإليك الآداب :
1- أن يقصد القارئ بتلاوته وجه الله عز وجل .
2- أن ينظف فاه بالسواك وغيره ويجوز بكل ما ينظف ، يبدأ باليمين وينوي به الإتيان بالسنة ، وتكره قراءة القرآن وفي الفم نجاسة كالدم مثلاً .
3- أن يقرأ القرآن على طهارة ، أما مس المصحف فلا يجوز إذا كان الإنسان محدثاً .
4- أن تكون القراءة في موضع نظيف ولهذا استحب جماعة من العلماء القراءة في المسجد لكونه جامعاً بين نظافة وشرف البقعة .
5- أن يستقبل القبلة متخشعاً بسكينة ووقار ، وأن يكون جالساً ، ولو قرأ قائماً أو مضطجعاً أو على فراشه أو غير ذلك جاز وجواز فعل ذلك لما روت عائشة رضي الله عنها بقولها (( كان النبيّ يقرأ القرآن ورأسه في حجري )) رواه البخاري .
6- أن يستعيذ بالله من الشيطان الرجيم قبل أن يقرأ لقوله تعالى : { فإذا قرأت القرآن فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم } كما ينبغي أن يحافظ على البسملة في بداية كل سورة .
7- أن يقرأ بخشوع وتدبر قال تعالى { أفلا يتدبرون القرآن } كما يستحب أن يردد بعض الآيات للتدبر كما فعل ذلك الرسول -صلى الله عليه وسلم- قام يردد آية حتى أصبح { إن تعذبهم فإنهم عبادك } [ المائدة : 118 ] .
8- أن يرتل القرآن وقد اتفق العلماء على استحباب الترتيل لقوله تعالى : { ورتل القرآن ترتيلا } وثبت عن أم سلمة رضي الله عنها قالت كانت قراءة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مفسرة حرفاً حرفاً (رواه داود والنسائي والترمذي) .
قال العلماء : والترتيل مستحب للتدبر وغيره .
9- إذا مر بآياته رحمة يسأل الله تعالى من فضله وإذا مر بآية عذاب يستعيذ بالله من الشر ومن العذاب
أو يقول : اللهم إني أسألك العافية أو أسألك المعافاة من كل مكروه أو نحو ذلك وإذا مر بآية تنزيه لله تعلى نزه فقال سبحانه وتعالى .
لما روى حذيفة بن اليمان أن النبيّ -صلى الله عليه وسلم- إذا مر بآية فيها تسبيح سبح وإذا مر بسؤال سأل وإذا مر بتعوذ تعوذ . رواه مسلم .
10- أن يجتنب الضحك واللغط والكلام خلال القراءة إلاّ كلاماً مضطراً إليه ، والعبث باليدين .
لما روى البخاري أن ابن عمر (كان إذا قرأ القرآن لا يتكلم حتى يفرغ مما أراد أن يقرأ ) .
11- رفع الصوت بالقراءة أفضل إذا لم يؤذ أحداً . لأن فائدته تتعدى إلى غيره ، والنفع المتعدي أفضل من اللازم
ولأنه أجمع لهم القارئ ، وأيقظ لقلبه وأطرد للنوم وأصرف للسمع
وذلك لقول النبيّ -صلى الله عليه وسلم- (( ما أذن الله لشيء ما أذن لنبي حسن الصوت يتغنى بالقرآن يجهر به ))
وأما إن خشي على نفسه الرياء فالإسرار في حقه أفضل والله أعلم .
12- إذا قرأ من أول السورة أن يبدأ من أول الكلام المرتبط وأن يقف على كلام مرتبط وتام المعنى.
13- أن لا يقرأ في حالة النعاس .
14- إذا عرض له ريح وهو يقرأ فينبغي له أن يمسك عن القراءة .
15- إذا تثاءب أمسك عن القراءة حتى ينقضي التثاؤب .
16- إذا عطس حال القراءة يستحب أن يقول الحمد لله وكذا يشمت من عطس فحمد الله .
17- إذا مر بآية سجدة سجد فيها كما هو الثابت عن النبيّ -صلى الله عليه وسلم- .
18- أن لا يترك المصحف منشوراً إذا قرأ وأن لا يضع فوقه شيئاً من الكتب ولا غيره من الأشياء .
19- أن يضعه في حجره إذا قرأ أو على شيء بين يديه ولا يضعه على الأرض .
20- أن يجمع ما تمزق من أوراق المصحف ثم يحرقها فيدفنها في مكان طاهر .
21- أن لا يكتب على الجدران كما يفعل في عصرنا هذا ، فإن القرآن ما نزل لتزخرف به الجدران بل لتزين به القلوب وتصقل .
وقد ضرب عمر بن عبدالعزيز أحد أبنائه عندما رآه قد كتب على الجدار بآية .
22- أن لا يدخل بالمصحف في الخلاء .
23- أن يتمضمض بعد التنخع أثناء القراءة كما ورد ذلك عن ابن عباس .
24- قيل القراءة نظراً أفضل من عن ظهر قلب لاشتراك أكثر من حاسة في التلاوة والمستحب أن يقرأ بالصفة التي يرى أنها أجمع لقلبه وأخشع .
* نسأل الله الكريم أن يجعلنا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه .