“الأم و الولد”

ليس في الدنيا إنسان يتحمل العذاب راضيا مختارا في سبيل غيره ،

كالأم في سبيل ولدها ، و ليس في الدنيا إنسان يتعرض للجحود و نكران الجميل ،

كالأم من ولدها ، و هذا لعمري من أعجب مفارقات الحياة

بالله عليكم هل يعرف أحدكم جزاء يمكن أن يكافئ الولد به أمه في هذه الدنيا ؟ .

أما أنا فلا أعرف في الدنيا إنسانا أحسن إلى الولد و عرض حياته و راحته و سلامته من أجله كما فعلت له أمه ..

و مع هذا يضيق بها ذرعا حين تكبر و تهرم ! يا لهذا العقوق !

إليكم هذه الأبيات التي تدل على حنان الأم و شقاء الولد و قتلها مقابل المال :

أغرى امـرؤ يومـا غـلاما يافـعـا....... بنقوده حتى ينال بـه الـوطـر

قـال ائتني بـفؤاد أمـك يا فـتى ..... و لك الجواهر و الدراهم و الدرر

فمضى فأغرز خنجرا في نحرها ..... و القلب أخرجه و عاد على الأثر

لكنه من فـرط سرعته هـوى ... فـتدحرج القلب المـعفر إذ عـثر

نـاداه قـلب الأم و هـو مـعفر .... ولدي حبيبي هل أصابك من ضرر

فكأن هذا الصوت رغم حنوه ... غضب السماء على الغلام قد انهمر

فانقض نحو القلب يغسله بما .... فـاضت بـه عيناه مـن دمـع العبر

فاستل خنجره ليطعن نفسه ..... و يكن بـذلك عبرة لـمن اعـتبر

ناداه قلب الأم كفّ يداً و لا .. تقتل فـؤادي مـرتين على الأثـر

لا أدري من صاحب هذه الأبيات ، غير أني و جدتها في دفتر مذكراتي كتبها لي أحد أصدقائي أيام الدراسة .

أما و طننا الأم ففي كل يوم نراه يطعن من أبنائه و من أعدائه ،
و لكن إلى متى سيتحمل هذا الوطن هذه الطعنات ؟ و إلى متى سيبقى أبنائه ينظرون ؟
و هل سيشفقون عليه كما أشفق هذا الغلام على أمه ؟

شكرا و بالوالدين احسانا