الغش

موضوع: الغش الخميس يوليو 24, 2008 8:39 pm

حديثنا اليوم عن ظاهرة خطيرة تفشت بحياتنا بشكل مرعب وتعمقت بعقول تلامذتنا حتى أصبحت عادة سلوكية راسخة بأذهانهم لدرجة أصبح من الصعب إن لم نقل من المستحيل الخلاص منها وهذه الظاهرة هي الغش المدرسي ,الذي أصبح يشكو منه الكثير من المدرسين والتربويون وهذا حق لان هذه الظاهرة أخدت بالانتشار المرعب في جميع مراحل الدراسة . ابتداءا من الابتدائية ونهاية بالدراسات العليا. فكم من طالب قدم بحتا ليس فيه سوى اسمه ولا يعرف عنه شيئا , وكم من تلميذ حصل على معدل عال دون بدل أي مجهود, بل والأكثر من ذالك وصل الأمر عند البعض إلى رمي التلميذ الذي لا يغش بأنه متخلف وجامد وجبان .... وكثيرا ما نجد صداقات قد انتهت بسبب اتهام احد الطرفين للأخر بأنه لا يعرف معنى الأخوة والتعاون لأنه لا يغششه, وما يثير السخرية هو أننا كثيرا ما نرى تلاميذا يقومون بالغش وهم يضعون على طاولتهم مصاحف صغيرة, أو نجد بورقة الامتحان قول رسول الله 'ص' من غشنا فليس منا . ومع ذالك لا يتأثرون بشيء ,وهذا يدل على الانفصام الذي يعيشه تلامذتنا بين ما يدرسونه ويؤمنون به وبين ما يعملون به ويطبقونه .

ومن خلال جسنا لنبض التلاميذ وجدنا أن معظمهم يعتبرون أن الغش حق من حقوقهم ويدافعون عنه بكل ثقة ويعنفون من يمنعهم من ذالك , وهكذا تقول سهام "تلميذة بالأولى باك |آداب" أنا مع الغش 100 ب100 لأنه حق من حقوقنا كما أننا لا نضطر للغش ولا نسعى إليه وإنما نضطر إلى استخدامه , وقد تكونت عندي هذه القناعة من خلال تجربتي الشخصية فانا كنت تلميذة ممتازة لم يسبق لي أن غششت بحياتي ,مما كان يسبب لي مشاكل مع زملائي الذين كانوا يعتبرونني فتاة أنانية ولا تريد إلا مصلحة نفسها .ولكنني لم أكن أهتم إلى أن جاء يوم الامتحان الجهوي بالثالث إعدادي وعندها تعرضت لأقسى صدمات حياتي ,فمند دخلت للفصل تفاجئت بالجو الذي يحيط به فالتلاميذ يغشون ويغششون زملائهم , والأساتذة لا يهتمون بل يساعدون من يعرفونهم ,وهكذا دخلت بالدورة الثانية وأنا متكلة على الغش. صحيح أنني كنت اخفض دروسي ولكني كنت اعزز حفضي بالغش كما أصبحت اغشش زملائي فتحسنت علاقتي معهم .ولحد الساعة أغش والحمد لله نقاطي دوما ممتازة .
أما عبد الجبار "تلميذ بالثانية باك آداب" فانه يعارض زميلته السابقة حيت يقول: أنا لم أغش طوال حياتي وبادن الله لن أغش لأنني مسلم والغش محرم في السنة والقرآن وبالإجماع كما انه عملية تساهم في تدهور أوضاع مجتمعنا . وجعله يرزخ تحت وطأة التخلف الأخلاقي والمعرفي .وأضاف بالنهاية 'علينا أن نسعى إلى كبت هذه الظاهرة عن طريق الالتزام ببعض مبادئ ديننا الحنيف الواردة بالقران والسنة.
حمزة يعارض زميله بشدة حيت يقول: أنا مع الغش دوما ,ومن يقول انه ضده أو انه لا يغش فانه يكذب .والغش لا يساهم بدمار المجتمع لان المجتمعات المتقدمة تلامذتها يغشون ايضا. ماعدا الصينيين فلديهم أسلوب رائع بالدراسة يعتمد على دروس تطبيقية تعتمد على دكاء التلميذ وليسو مثلنا يقدمون لنا ألف درس ودرس ويطلبون منا أن نحفظه .فمن يضنوننا كمبيوتر ؟ فليرحمونا .

سعاد تبدو مشتتة ولا تملك موقفا معينا بحيث أنها قالت بالبداية : الغش صفة سيئة بالإنسان وكما يرفعك إلى الأعلى فانه ينزلك إلى الأسفل, عندما يجدك الأستاذ متلبسا بالغش وأنا شخصيا لم أغش بحياتي , تم تتدارك الأمر وتقول لا بل أغش عندما اغشش زملائي , وتضيف بثقة زائدة وهل هناك إنسان لا يغش بأيام الدراسة حتى لو كان ملاك فهو يغش.
محمد يبدو محايدا بحيث انه لا يعبر عن موقفه من الغش ولكنه يقوم بتحليله كما يري يقول: أرى أننا إذا أردنا أن نحارب الغش فعلينا أن نغير من أسلوب تعليمنا الذي يعتمد على دروس نضريه جامدة لا دور لها بالحياة المستقبلية , بأسلوب أخر يعتمد على ثقافة ووعي التلميذ عن طريق دروس تطبيقية حية وليس بدروس نضريه مملة تجلب النعاس .وعلى الأساتذة أن يعلموا أن المنع الزائد عن الحد ليس هو الحل بالعكس انه يحرك بالتلميذ غريزة التمرد والمغامرة ويدفعه للغش عكس الأستاذ الذي يفرض رأيه بشكل دكي دون أن يحسس التلميذ بذالك حيت يمنع الغش عن طريق اعتماده على دروس تتعامل مع معارف التلاميذ.
وبما أن الأمر يخص الأساتذة أيضا فإننا حاولنا أخد أرائهم هم أيضا وهكذا يقول احد الأساتذة الشبان : لا اعتقد أن هناك مهارة أو دكاء بالغش فالغشاش تلميذ بليد بالضرورة .لأنه يجهل كيفية التعامل مع نقاط ضعفه والاستفادة من نقاط القوة لديه . انه شخص لا يريد أن يخطأ ويتحايل على الصواب فيفقد الخطأ والصواب معا .فليس من العيب أن يقدم التلميذ ورقة خاوية أو إجابات خاطئة , بل العيب كل العيب أن يحاول التلميذ إخفاء شخصيته بالغش.قد يكون الغش نافعا أحيانا إذا تعلق الأمر باسترجاع معلومات سالفة واستظهارها ولكن الاجترار والحفظ أصبحا مسائل لاغيه والمهم بتعليم اليوم هو تكوين طاقات وكفاءات قادرة على مواجهة المشاكل المتعددة .
أستاذ أخر أضاف لنا : التلميذ الغشاش غير واتق من نفسه ويحب الحصول على نقط دون بدل جهود وهو بذالك يطرح منافسة غير متكافئة مع زملائه الذين يعتمدون على مجهداتهم الشخصية . "ويغمض عينيه مصدرا آهة حزن وهو يقول : بأيام دراستي كان الغش ممنوعا منعا باتا وكانت الإدارة تطبق قانون حرمان التلاميذ الذين يغشون من اجتياز امتحان البكالوريا لمدة 5 سنوات متتالية, وكان هدا القانون يطبق على الجميع .بينما كان أستاذ أخر يرى أن الغش قد يكون نافعا أحيانا إذا تعلق الأمر باسترجاع معلومات سالفة واستظهارها ولكنه يرى بان الاجترار والحفظ أصبحا مسائل لاغية والمهم بتعليم اليوم هو تكوين طاقات وكفاءات قادرة على مواجهة المشاكل المتعددة . استاد أخر يضيف لنا : التلميذ الغشاش غير واتق من نفسه ويحب الحصول على نقط دون بدل جهود وهو بذالك يطرح منافسة غير متكافئة مع زملائه الذين يعتمدون على مجهداتهم الشخصية . ويغمض عينيه مصدرا اهة حزن وهو يقول : بايام دراستي كان الغش ممنوعا منعا باتا وكانت الوزارة تطبق قانون حرمان التلاميذ الذين يغشون من اجتياز امتحان البكالوريا لمدة 5 سنوات متتالية وكان هدا القانون يطبق على الجميع .بينما كان أساتذتنا لا يرحموننا إطلاقا إذا قمنا بالغش وكانوا يضعون على ضهر التلميذ ورقة مكتوب بها تلميذ غشاش ويقومون بزيارة كل الأقسام لكي يراه الجميع وكنا نحن التلاميذ نخشى من أن نغش ,أما تلاميذ اليوم فهم لا يخافون شيئا لأنه لا يوجد أي عقاب لهم.

أستاذ أخر يقول : الغش ظاهرة مرضية وصورة من صور الفساد التي لا يقرها شرع وتأباها النفس البشرية السليمة وهي رمز للتخلف الإيماني والأخلاقي السائد بمجتمعنا هده الأيام . وقد أتت نتيجة لطريقة التعليم النظرية والمرشوشة بفتات من الطريقة التعليمية الحديثة فجميع أشكال التعليم بمجتمعنا لا يمت إلى بصلة إلى الإبداع والاجتهاد لكونه نضام يعتمد على الاستظهار و والحفظ بالدرجة الأولى وحتى طريقة وضع الأسئلة تشجع على ذالك وإذا أردنا أن نحارب هذه الظاهرة يجب علينا أن نجري الامتحانات وفق معايير تعليمية حديثة ومعاصرة وذالك بالسماح للتلميذ بان يستخدم الكتب والمستندات اللازمة بقاعة الامتحان , كآلية من آليات المساعدة على الإجابة وبذالك لن يكون هناك من داع للغش لأن إبداع التلميذ واجتهاده هو الممتحن الحقيقي.
وبين تباين الآراء بين التلاميذ والأساتذة بعضهم مع بعض, قرننا أن نقوم بنضرة متفحصة للأجواء المحيطة بالمؤسسة , فوجدنا أن هذه الظاهرة قد أصبحت ظاهرة بنيوية لها ضوابط وقواعد وسط التلاميذ ومنطق داخلي يساعد على انتشارها ومصالح متحالفة تشجع على بقائها , وكمثال على ذالك محلات النسخ فوطو كوبي , الموجودة بكثرة بالقرب من المؤسسات التعليمية والتي أصبحت مصالحها الاقتصادية مرتبطة بهذه الظاهرة ويظهر دلك من خلال حرصها على الحفاظ على الأسعار التنافسية والخدمات الجيدة التي تجلب اكبر عدد من التلاميذ وبالتالي اكبر قدر من الأرباح. بحيت ان تصغير حجم الورقة لا يكلف اكتر من

5 ريالات بالغالب .

كما ان الاباء لا يهتمون بتصحيح تصرفات ابنائهم ويمنحونهم ما يريدون من المال ,بدعوى أ البجميع يفعل نفس الشيء مع ابنائه لكون الهدف نبيل وهو الحصول على معدل جيد وهكدا فان المراقبة المفترض تواجدها بالبيت غائبة بالمرة ايضا هناك غياب للقدوة ,فالاستاد الدي من المفترض ان يمنع التلاميد من الغش, هو ايضا يغش وهدا ليس من محض البافتراء وانما هي الحقيقة والاساتدة الدين قامو بتصحيح الامتحان الخاص بالمعلمين بهده السنة شاهدون على ذلك هدا دون دكر حالات الغش التي عوقب اصحابها,فكيف نقول لتلميد لا تغش واستاده مثلا غشاش ,وكما يقول المثل المغربي "الفقي الي طلبنا بركتو دخل للجامع ببلغتو هناك ايضا تراكم بالدروس مثلا تلاميد الباكلوريا مطلبون بحفض اكتر من عشرين درسا بالاجتماعيات وحدها وكل درس ماشاء الله عليه .دون دكر العربية التي تضم المؤلفات والانشاء والدرس اللغوي اضف الى ذلك اللغة الانجليزية والفلسفة .ولكم اضحك ملأ جفوني عندما ينعتنا احد الاساتدة بالكسل والتهاون لاننا لا نستطيع تنضيم وقتنا المليء اصلا بساعات الدراسة المرهقة .

ولمن لا يعلمون فللغش فوائد تكرمت احدى المنتديات العربية بدكرها وهي :

اولا : يعمل الغش علي تقوية روح الصداقة و التعاون بين الطابة و دعم روابط المودة..

_ثانيا : يتيح حسن الجوار .

_ثالثا : تقدم للمراقب خدمة جليلة لأنه سينشغل بما تفعلة بدلا من الاكتئاب و الملل الذي قد يصيبة من جراء جلوسة بلا عمل طوال مدة الامتحان

_رابعا : يتيح لك الغش اظهار روح التضحية اذ سيتمكن زملاؤك من الغش دون اي مخاطر لان المراقب سيكون مشغولا بما تفعلة

_خامسا : ستتمكن من التعرف على المسؤولين عن لجنة الامتحانات مثل مراقب الدور و ربما رئيس اللجنة وبذلك تصبح من الشخصيات المشهورة اللامعة ..

_سادسا : سينتهي الامر غالبا بسحب ورقة الامتحان و بالتالي تعود الي المنزل قبل باقي زملاؤك بدلا من الجلوس في مكانك بلا اي فائدة

_سابعا : اذا كنت سعيد الحظ قد تحرم من دخول باقي الامتحانات و باتالي ستتمكن من الاستمتاع الاجازة الصيفية مبكرا

موضوع: رد: الغش الجمعة يوليو 25, 2008 11:38 am

من غشنا فليس منا

موضوع: رد: الغش الثلاثاء يوليو 29, 2008 9:34 pm

شكرا على الموضوع يا عاشق برشلونه

موضوع: رد: الغش الأربعاء يوليو 30, 2008 10:26 am

شكرا على الموضوع عاشق برشلونة

موضوع: رد: الغش الأربعاء يوليو 30, 2008 11:01 pm

للأسف الكل يعاني من مشكلة الغش وخصوصا في الامتحنات pale

موضوع: رد: الغش الأحد أغسطس 03, 2008 3:38 pm

هده الظاهرة لن تزول ابدا