مفارقات الفشل والنجاح

السلام عليكم
كثير من الناس في وقتنا الحالي يظن نفسه ناجحا ، ويعتقد في نفسه أنه قدوة لكل من يريد النجاح ، وأنّ فن النجاح لا يأخذ إلاّ منه . ولكن في الحقيقة هذا الإنسان فاشل في إقامة أبسط العلاقات الاجتماعية ، ويعيش حياة مليئة بالأمراض النفسية . لأنه قد يكون نجح في حياته العملية والمادية ، ولكنه لم يصل بهذا النجاح إلى مرحلة السعادة والراحة النفسية . تراه يرتدي أنعم الملابس و يأكل أفخر أنواع الطعام و يشرب ألذ المشارب و يركب أفخم السيارات ويبني القصور و الاستراحات . وصدق المولى إذ يقول ﴿﴿ واذا رأيتهم تعجبك أجسامهم وان يقولوا تسمع لقولهم كأنهم خشب مسندة ﴾﴾ نزلت هذه الآية الكريمة لتصف حال المنافقين في عهد النبي صلى الله عليه وسلّم ، وهي تصف منافقين هذا العصر . لأنّ هذا الإنسان الذي يظن نفسه ناجحا قد تراه يتردد على المساجد ويحافظ على الصلوات ، ويعطي الصدقات ويخرج الزكاة . ولكن للأسف صلاته لا تنهاه عن الفحشاء والمنكر وصدقته باطلة بمنّه وآذاه لمن أعطاها . فتجده يحلل لنفسه ويحرم على غيره ، فماله من حرام أو شبهة حرام جمعه . وأنه هو من يصيب وغيره يخطئ ، وتجده يتكبر على الناس لأنه يرى في نفسه أنه أرقى منهم وأنّه بماله يفضل عليهم ، ولا يعطي للأخوّة وفارق السن في الأسرة تقديره ، وإذا أعطى من ماله شيئا منّ وآذى فيه . فتجده يتفاخر في كل مجلس وميعاد أعطيت لفلان من مالي كذا وكذا ..... ولولا مالي ما استطاع فلان أن يصل إلى ما هو فيه ...... أنا الذي يفزع إليّ وقت الغرق ....أنا الذي أعطي ... أنا الذي أساعد ..... أنا الذي يبحثون عنه وقت الضيق .... حتى يصل في كلامه إلى ﴿ أنا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين ﴾ وهو صادق في كلامه . إلاّ أنه نسي أنّ المال مال الله ، وأن الله هو الذي يعطي ويمنع ، وأنّ الله ما رزقه بهذا المال إلاّ ﴿ ليبلوني أأشكر أم أكفر ﴾ كما قال سيدنا سليمان في القرآن الكريم . ولهذا تجده يعيش في حيرة من أمره مطرب الفكر هائم الفؤاد . يقول في نفسه لماذا لا أجد الولاء من الناس ؟!! لماذا لا أجد الولاء من أقاربي ؟!! لماذا لا يعطيني من تفضلت عليه بمالي حقي من الاحترام والطاعة والتقدير ؟؟!!! لماذا من يستفيد مني من الناس يبتعد عني ويحاربني ؟؟!! لماذا لا أعطى حقي بين أهلي ؟؟؟!!!! فيذهب به التفكير إلى مرض نفسي أخر وهو ظن السوء بالغير . فيقول في نفسه وعلى الملأ وقد يعاونه على هذا والعياذ بالله أقرب الناس إليه من بيته . فيقول إنهم يحسدونني لأنني أكثر منهم مالا ، إنهم يغارون مني لأنني انطلقت كصاروخ لا يقف حتى يصيب الهدف . إنهم يتمنون زوال نعمتي لأرضخ لهم ، وأكون في مستوى معيشتهم . فيطمئن لهذه الفكرة ، وينسى إنما هي فكرة قارونية كما جاء في القرآن الكريم على لسان قارون ﴿ إنما أوتيته على علم عندي ﴾ وتراه يغرس هذه الأفكار حتى في أطفاله . فيعلمهم التكبر على الناس ويقولوا لهم ﴿لا تهنوا و تدعوا إلى السلم وأنتم الأعلون ﴾ ولكن للأسف إن كانوا هم الأعلون فإنّ الله ﴿ ليس معهم ﴾ و لأنّ الله ليس معهم لن يصل هذا الإنسان إلى السعادة أبدا . ومهما كان يظن نفسه ناجحا ومهما جمع من أموال فهو في النهاية إنسان حزين فاشل نهايته ستكون أليمة إذا لم يتدارك نفسه بالتوبة و طلب المغفرة من الله وطلب العفو والسماح من خلق الله .

شكرااااااااااااا جد موضوع اروع من رائع بالفعل ولكن في الحقيقة هذا الإنسان فاشل في إقامة أبسط العلاقات الاجتماعية ، ويعيش حياة مليئة بالامراض النفسية بالفعل هيك كل الناجحين بالحياة العلمية هيك شكراااااااااااااااا

مواضعك كلها في القمة اخي الفاضل انت حقا مميز واصل تميز ك

أن الصواب يمكن أن يحتوي بين طياته خطأ وأن الخطأ من الممكن أن يحتوي بين طياته صواباً

سلمت أناملك على الموضوع القيم

لك مني أجمل تحيه

واللهي شكرا علي الموضوع أنا (أعوذبالله من كلمة أنا )النجاح وهو نجاح في دراستي مفارقات الفشل والنجاح 26a087a

شكرا لك على الموضوع ياساحر

شكرا على الموضوع المميز يا ساحر الملايين

شكرا على الموضوع المميز يا ساحر الملايين