منتديات ورود سوف
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات ورود سوف


 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
Awesome Orange 
Sharp Pointer
دخول
اسم العضو:
كلمة السر:
ادخلني بشكل آلي عند زيارتي مرة اخرى: 
:: لقد نسيت كلمة السر
بحـث
 
 

نتائج البحث
 
Rechercher بحث متقدم
تصويت
أيهما المسجد الأقصى؟
المسجد ذو القبة الصفراء( مسجد قبة الصخرة )
كلمات نافعة تحيي القلوب Empty48%كلمات نافعة تحيي القلوب Empty
 48% [ 312 ]
المسجد ذو القبة الخضراء
كلمات نافعة تحيي القلوب Empty42%كلمات نافعة تحيي القلوب Empty
 42% [ 273 ]
لا أدري
كلمات نافعة تحيي القلوب Empty10%كلمات نافعة تحيي القلوب Empty
 10% [ 64 ]
مجموع عدد الأصوات : 649
المواضيع الأخيرة
» عاجل
كلمات نافعة تحيي القلوب I_icon_minitimeالسبت يونيو 08, 2013 11:12 pm من طرف المدير العام

» أفضــل وأهــم 4 فلاتــر صــوت _ من بعدها احترف الهندسة الصوتية
كلمات نافعة تحيي القلوب I_icon_minitimeالجمعة يوليو 27, 2012 12:22 am من طرف وحيد القدسي

» وينكممممممممممممممم
كلمات نافعة تحيي القلوب I_icon_minitimeالجمعة أبريل 13, 2012 4:47 pm من طرف BAC2010

» -(حصـريـا)- دعـم اخر لكـرت **twinhan1027**
كلمات نافعة تحيي القلوب I_icon_minitimeالخميس أبريل 12, 2012 1:39 pm من طرف haimoud

» تعال نتدرب على الميزانية الوظيفية
كلمات نافعة تحيي القلوب I_icon_minitimeالأربعاء مارس 14, 2012 11:35 pm من طرف yakbod

» اشياء حبيبنا المصطفى صلى الله علية وسلم
كلمات نافعة تحيي القلوب I_icon_minitimeالإثنين مارس 12, 2012 5:27 pm من طرف afnan souf44

»  آية قرانية تحولت الى مسج غرامي !!!
كلمات نافعة تحيي القلوب I_icon_minitimeالأحد مارس 11, 2012 3:53 am من طرف سفيان

» أتحداكم أن لم تبكوا
كلمات نافعة تحيي القلوب I_icon_minitimeالجمعة مارس 09, 2012 5:13 pm من طرف الخاشعة... الحمد لله

» جميع أناشيد مشاري بن راشد العفاسي
كلمات نافعة تحيي القلوب I_icon_minitimeالجمعة مارس 09, 2012 5:03 pm من طرف الخاشعة... الحمد لله

» نعم ان الموضوع يخصنا جميعا تفضل بالدخول
كلمات نافعة تحيي القلوب I_icon_minitimeالأحد مارس 04, 2012 9:19 pm من طرف اخلاص

» الأغراض الشعرية في العصر العباسي :
كلمات نافعة تحيي القلوب I_icon_minitimeالإثنين يناير 23, 2012 8:56 am من طرف djaaroun

» Oo5o.com (11) طريقة تحويل دنقل مربوكس الى سمسات f1
كلمات نافعة تحيي القلوب I_icon_minitimeالأحد يناير 08, 2012 5:44 pm من طرف عاشق برشلونة

» افتراضي لماذا يعاند الأطفال!!!
كلمات نافعة تحيي القلوب I_icon_minitimeالجمعة يناير 06, 2012 11:13 pm من طرف BAC2010

» Lightbulb dump_Microbox2_JSC_ABSAT_CANAL+_CANAL SAT_Ok 100/100
كلمات نافعة تحيي القلوب I_icon_minitimeالثلاثاء نوفمبر 01, 2011 6:52 pm من طرف BAC2010

» افتراضي ملفات الريجيسترى لتسطيب Pes 2012 بدون مشاكل لويندوز XP ولويندوز Win 7 Read more: http://www.akonami.com/vb/showthread.php?p=587430#ixzz1bG9hOIjT
كلمات نافعة تحيي القلوب I_icon_minitimeالخميس أكتوبر 20, 2011 11:58 pm من طرف النسر الجارح

»  |.|.| برنامج ركن الشباب ||..||(الشباب بين التمرد و الاستقلال)|.|.|
كلمات نافعة تحيي القلوب I_icon_minitimeالأحد أكتوبر 16, 2011 9:39 pm من طرف ماريا الهادئة

»  التعليم الخاص ............................. (مع او ضد)
كلمات نافعة تحيي القلوب I_icon_minitimeالأحد أكتوبر 16, 2011 9:36 pm من طرف ماريا الهادئة

» مهدي‭ ‬عبيد‭ ‬ اخترت‭ ‬الجزائر‭ ‬عن‭ ‬قناعة‭ ‬وما‭ ‬يقال‭ ‬مجرد‭ ‬إشاعات‭ ‬
كلمات نافعة تحيي القلوب I_icon_minitimeالسبت أكتوبر 15, 2011 1:27 pm من طرف c.ronaldo

» اسئله حساسه شباب وصبايا
كلمات نافعة تحيي القلوب I_icon_minitimeالخميس أكتوبر 13, 2011 4:07 pm من طرف مراوي

»  ||☼◄ بخصوص ترددات القنوات الإباحية. ♦►☼|| اللهم اني بلغت اللهم
كلمات نافعة تحيي القلوب I_icon_minitimeالسبت أغسطس 27, 2011 11:45 am من طرف ديدو السوفي

» باتش قناة الجزيرة الرياضية للعبة pes 2011
كلمات نافعة تحيي القلوب I_icon_minitimeالجمعة يوليو 29, 2011 12:45 pm من طرف عاشق برشلونة

» نسمة رمضانية
كلمات نافعة تحيي القلوب I_icon_minitimeالجمعة يوليو 29, 2011 11:25 am من طرف النسر الجارح

» مجلة لن نهجر القرآن
كلمات نافعة تحيي القلوب I_icon_minitimeالأحد يوليو 24, 2011 9:59 am من طرف فارسة صحراء الجزائر

» دعاء يجعل الجنة تشتاق إليك
كلمات نافعة تحيي القلوب I_icon_minitimeالجمعة يوليو 22, 2011 1:14 am من طرف البتول

» متوسطة عياشي عمر الطاهر تنظم حفلا على شرف المتفوقين
كلمات نافعة تحيي القلوب I_icon_minitimeالإثنين يوليو 18, 2011 10:28 pm من طرف اخلاص

أفضل 10 أعضاء في هذا المنتدى
ساحر الملايين
كلمات نافعة تحيي القلوب Emptyكلمات نافعة تحيي القلوب Emptyكلمات نافعة تحيي القلوب Empty 
عاشق برشلونة
كلمات نافعة تحيي القلوب Emptyكلمات نافعة تحيي القلوب Emptyكلمات نافعة تحيي القلوب Empty 
السوفي
كلمات نافعة تحيي القلوب Emptyكلمات نافعة تحيي القلوب Emptyكلمات نافعة تحيي القلوب Empty 
ام احمد
كلمات نافعة تحيي القلوب Emptyكلمات نافعة تحيي القلوب Emptyكلمات نافعة تحيي القلوب Empty 
ماريا الهادئة
كلمات نافعة تحيي القلوب Emptyكلمات نافعة تحيي القلوب Emptyكلمات نافعة تحيي القلوب Empty 
فارسة صحراء الجزائر
كلمات نافعة تحيي القلوب Emptyكلمات نافعة تحيي القلوب Emptyكلمات نافعة تحيي القلوب Empty 
الأنيقة ديانا
كلمات نافعة تحيي القلوب Emptyكلمات نافعة تحيي القلوب Emptyكلمات نافعة تحيي القلوب Empty 
امير القلوب الاول
كلمات نافعة تحيي القلوب Emptyكلمات نافعة تحيي القلوب Emptyكلمات نافعة تحيي القلوب Empty 
aline2007
كلمات نافعة تحيي القلوب Emptyكلمات نافعة تحيي القلوب Emptyكلمات نافعة تحيي القلوب Empty 
Buffy the vampire slayer
كلمات نافعة تحيي القلوب Emptyكلمات نافعة تحيي القلوب Emptyكلمات نافعة تحيي القلوب Empty 
احصائيات
هذا المنتدى يتوفر على 2175 عُضو.
آخر عُضو مُسجل هو mohamedbk فمرحباً به.

أعضاؤنا قدموا 41913 مساهمة في هذا المنتدى في 10049 موضوع
المتواجدون الآن ؟
ككل هناك 275 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 275 زائر

لا أحد

أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 292 بتاريخ الجمعة نوفمبر 22, 2024 8:25 pm

 

 كلمات نافعة تحيي القلوب

اذهب الى الأسفل 
3 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
ياسمـــ سوف ــين
عضو أساسي
عضو أساسي
ياسمـــ سوف ــين


انثى
عدد الرسائل : 853
العمر : 37
مزاجك اليوم : كلمات نافعة تحيي القلوب Qatary32
اوسمة : كلمات نافعة تحيي القلوب 15851610
تاريخ التسجيل : 08/04/2010

كلمات نافعة تحيي القلوب Empty
مُساهمةموضوع: كلمات نافعة تحيي القلوب   كلمات نافعة تحيي القلوب I_icon_minitimeالثلاثاء ديسمبر 28, 2010 5:56 pm

Smile

[b]كلمات نافعة تحيي القلوب



1. العِلْمُ النَّافِعُ
قَالَ الذَّهَبِيُّ ـ رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى ـ: «تَدْرِي مَا العِلْمُ النَّافِعُ؟ هُوَ مَا نَزَلَ بِهِ القُرْآنُ، وَفَسَّرَه ُالرَّسُولُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ قَوْلاً وَعَمَلاً، وَلَمْ يَأْتِ نَهْيٌ عَنْهُ، قَالَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ: «مَنْ رَغِبَ عَنْ سُنَّتِي فَلَيْسَ مِنِّي»، فَعَلَيْكَ ياَ أَخِي بِتَدَبُّرِ كِتَابِ اللهِ وَبِإِدْمَانِ النَّظَرِ فِي «الصَّحِيحَيْنِ» وَ«سُنَنِ النَّسَائِيِّ»، وَ«رِياضِ النّوَاوِيِّ» وَ«أَذْكَارِهِ»، تُفْلِحْ وَتَنْجَحْ، وَإِيَّاكَ وَآرَاءَ الفَلاَسِفَةِ وَوَظائَِفَ أَهْلِ الرِّيَاضَاتِ، وَجُوعَ الرُّهبَانِ وَخِطَابَ طَيْشِ رُؤُوسِ أَصْحَابِ الخَلَوَاتِ، فَكُلُّ الخَيْرِ فِي مُتَابَعَةِ الحَنِيفِيَّةِ السَّمْحَةِ. فَواَ غَوْثَاهُ بِاللهِ، اللََّهُمَّ اهْدِنَا إِلَى صِرَاطِكَ المُسْتَقِيمِ» [«سير أعلام النّبلاء» للذّهبيّ: (19/ 430)].

2. الإِخْلاَصُ فِي طَلَبِ العِلْمِ
قَالَ ابْنُ جَمَاعَةَ رَحِمَهُ اللهُ: «هُوَ حُسْنُ النِّيَّةِ فِي طَلَبِ العِلْمِ بِأَنْ يُقْصَدَ بِهِ وَجْهُ اللهِ تَعَالىَ، وَالعَمَلُ بِهِ، وَإحْيَاءُ الشَّرِيعَةِ، وَتَنْوِيرُ قَلْبِهِ، وَتَجْلِيَةُ بَاطِنِهِ، وَالقُرْبُ مِنَ اللهَِ تَعَالَى يَوْمَ القِيَامَةِ، وَالتَّعَرُّضَ لِمَا أَعَدَّ لِأَهْلهِ مِنْ رِضْوَانِهِ وَعَظِيمِ فَضْلِهِ» [«تذكرة السّامع والمتكلّم» للكنانيّ: (69 – 70)].

3. ثَمَرَاتُ الإِخْلاَصِ فِي طَلَبِ العِلْمِ
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَدْهَمَ رَحِمَهُ اللهُ: «مَنْ طَلَبَ العِلْمَ خَالِصًا، يَنْفَعُ بِهِ عِبَادَ اللهِ، وَيَنْفَعُ نَفْسَهُ؛ كَانَ الخُمُولُ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنَ التَّطَاوُلِ، فَذَلِكَ الَّذِي يَزْدَادُ فِي نَفْسِهِ ذُلاًّ، وَفِي العِبَادَةِ اجْتِهَادًا، وَمِنَ اللهِ خَوْفًا، وَإِلَيْهِ اشْتِيَاقًا، وَفِي النَّاسِ تَوَاضُعًا، لاَ يُبَاليِ عَلَى مَا أَمْسَى وَأَصْبَحَ مِنْ هَذِهِ الدُّنْيَا» [«شعب الإيمان» للبيهقيّ: (2/ 288)].

4. الحِرْصُ عَلَى العِلْمِ
قَالَ أَبُو الوَفَاءِ بْنُ عَقِيلٍ: «عَصَمَنِي اللهُ فِي شَبَابِي بِأَنْوَاعٍ ٍمِنَ العِصْمَةِ وَقَصَرَ مَحَبَّتِي عَلَى العِلْمِ، وَمَا خَالَطْتُ لَعَّابًا قَطُّ، وَلاَ عَاشَرْتُ إِلاَّ أَمْثَالِي مِنْ طَلَبَةِ العِلْمِ، وَأََناَ فِي عَشْرِ الثَّمَانِينَ أَجِدُ الحِرْصَ عَلَى العِلْمِ أَشَدَّ مِمَّا كُنْتُ أَجِدُهُ ابْنَ العِشْرِينَ» [«سير أعلام النّبلاء» للذّهبيّ: (18/ 446)].

5. خِصَالُ العَالِمِ
قَالَ أَبُو حَازِمٍ رَحِمَهُ اللهُ: «لاَ تَكُونُ عَالِمًا حَتَّى تَكُونَ فِيكَ ثَلاَثُ خِصَالٍ: لاَ تَبْغِي عَلَى مَنْ فَوْقَكَ، وَلاَ تَحْقِرُ مَنْ دُونَكَ، وَلاَ تَأْخُذُ عَلَى عِلْمِكَ دُنْيَا» [«شعب الإيمان» للبيهقيّ: (2/ 288)].

6. عِظَمُ َخَطَرِ تَنَقُّصِ العُلََمَاءِ
قَالَ الإِمَامُ الحَافِظُ أَبُو القَاسِمِ بْنُ عَسَاكِرٍ - رَحِمَهُ الله تَعَالَى -: «اِعْلَمْ يَا أَخِي وَفَّقَنِي اللهُ وَإِيَّاكَ لِمَرْضَاتِهِ وَجَعَلَنَا مِمَّنْ يَخْشاَهُ وَيَتَّقِيهِ أَنَّ لُحُومَ العُلَمَاءِ مَسْمُومَةٌ، وَعَادَةَ اللهِ فِي هَتْكِ أَسْتَارِ مُنْتَقِصِهِمْ مَعْلُومَةٌ، وَأَنَّ مَنْ أَطْلَقَ لِسَانَهُ فِي العُلَمَاءِ بالثَّلْبِ بَلاََه ُاللهُ قَبْلَ مَوْتِهِ بِمَوْتِ القَلْبِ ﴿فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ﴾ [النّور: 63]». [«المجموع» للنّوويّ: (1/ 589)].

7. العِلْمُ يُوجِبُ العَمَلَ
عَنْ علِيٍّ رَضِي اللهُ عَنْهُ قَالَ: «يَا حَمَلَةَ العِلْمِ اِعْمَلُوا بِهِ، فَإِنَّمَا العَالِمُ مَنْ عَمِلَ بِمَا عَلِمَ فَوَافَقَ عَمَلُهُ عِلْمَهُ، سَيَكُونُ أَقْوَامٌ يَحْمِلُونَ العِلْمَ لاَ يُجَاوِزُ تَرَاقِيَهِمْ، يُخَالِفُ عِلْمُهُمْ عَمَلَهُمْ، وَتُخَالِفُ سَرِيرَتُهُمْ عَلاَنِيَتَهُمْ يَجْلِسُونَ حِلَقًا حِلَقًا فَيُبَاهِي بَعْضُهُمُ بَعْضًا، حَتَّى إِنَّ الرَّجُلَ لَيَغْضَبُ عَلَى جَلِيسِهِ إِذَا جَلَسَ إِلَى غَيْرِهِ وَيَدَعُهُ، أُولَئِكَ لاَ تَصْعَدُ أَعْمَالُهُمْ فِي مَجَالِسِهِم إِلَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ» [«مجموعة رسائل الحافظ ابن رجب»: (85)].

8. شَرْطُ الاِنْتِفََاعِ ِبِالعِلْمِ
قَالَ الإِمَامُ الذَّهَبِيُّ - رَحِمَه اللهُ تَعَالَى-: «وَإِنَّمَا شَأْنُ المُحَدِّثِ اليَوْمَ الاِعْتِنَاءُ بِالدَّوَاوِينِ السِّتَّةِ، وَ«مُسْنَدِ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ» وَ«سُنَنِ البَيْهَقِيِّ»، وَضَبْطُ مُتُونِهَا وَأَسَانِيدِهَا، ثُمَّ لاَ يَنْتَفِعُ بِذَلِكَ حَتَّى يَتَّقِيَ رَبَّهُ، وَيَدِينَ بِالحَدِيثِ، فَعَلَى عِلْمِ الحَدِيثِ وَعُلَمَائِهِ لِيَبْكِ مَنْ كَانَ بَاكِيًا، فَقَدْ عَادَ الإِسْلاَمُ الْمَحْضُ غَرِيبًا كَمَا بَدَأَ، فَلْيَسْعَ امْرُؤٌ فِي فِكَاكِ رَقَبَتِهِ مِنَ النَّارِ، فَلاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إِلاَّ بِاللهِ. ثُمَّ العِلْمُ لَيْسَ هُوَ بِكَثْرَةِ ِالرِّوَايَةِ، وَلَكِنَّهُ نُورٌ يَقْذِفُهُ اللهُ فِي القَلْبِ، وَشَرْطُهُ الاِتِّبَاعُ وَالفِرَارُ مِنَ الهَوَى والاِبْتِدَاعِ، وَفَّقَناَ اللهُ وَإِيَّاكُمْ لِطَاعَتِهِ» [«سير أعلام النّبلاء» للذّهبيّ: (13/ 313)].

9. كَيْفِيَّةُ الرُّتْبَةِ فِي أَخْذِ العِلْمِ
عَنْ يُونُسَ قَالَ: قَالَ لِي ابْنُ شِهَابٍ: «يَا يُونُسُ! لاَ تُكَابِرِ ِالعِلْمَ، فَإِنَّ العِلْمَ أَوْدِيَةٌ فَأَيَّهَا أََخَذْتَ فِيهِ قَطَعَ بِكَ قَبْلَ أَنْ تَبْلُغَهُ، وَلَكِنْ خُذْهُ مَعَ الأَيَّامِ وَاللَّيَالِي، وَلاَ تَأْخُذِ العِلْمَ جُمْلَةًً، فَإِنَّ مَنْ رَامَ أَخْذَهُ جُمْلَةً ذَهَبَ عَنْهُ جُمْلَةً، وَلَكِنِ الشَّيْءَ بعْدَ الشَّيْءِ مَعَ اللَّيَالِي وَالأَيَّامِ» [«جامع بيان العلم وفضله» لابن عبد البرّ: (431)].

10. العِلْمُ دَرَجَاتٌ
عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ النَّضْرِ قَالَ: «أَوَّلُ العِلْمِ الاِسْتِمَاعُ، ثُمَّ الإِنْصَاتُ، ثُمَّ حِفْظُهُ، ثُمَّ العَمَلُ بِهِ، ثُمَّ بَثُّهُ» [«سير أعلام النّبلاء» للذّهبيّ: (8/ 157)].

11. التَّوَقِّي عَنِ الفُتْيَا
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي لَيْلَى: «أَدْرَكْتُ فِي هَذَا المَسْجِدِ مِئَةً وَعِشْرِينَ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، مَا أَحَدٌ يُسْأَلُ عَنْ حَدِيثٍ أَوْ فَتْوَى إِلاَّ وَدَّ أنَّ أَخَاهُ كَفَاهُ ذَلِكَ، ثُمَّ قَدْ آلَ الأَمْرُ إِلَى إِقْدَامِ أَقْوَامٍ يَدَّعُونَ العِلْمَ اليَوْمَ، يُقْدِمُونَ عَلَى الجَوَابِ فِي مَسَائلَ لَوْ عَرَضَتْ لِعُمَرَ بْنِ الخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ لََجَمَعَ أَهْلَ بَدْرٍ وَاسْتَشَارَهُمْ» [«شرح السّنّة» للبغويّ: (1/ 305)].

12. الصَّدْعُ بِالحَقِّ عَظِيمٌ يَحْتَاجُ إلَى قُوَّةٍ وَإِخْلاَصٍ
قَالَ الذَّهَبِيُّ -رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى-: «الصَّدْعُ بِالحَقِّ عَظِيمٌ يَحْتَاجُ إِلَى قُوَّةٍ وَإِخْلاَصٍ، فاَلمُخْلِصُ بِلاَ قُوَّةٍ يَعْجِزُ عَنِ القِيَامِ بِهِ، وَالقَوِيُّ بِلاَ إِخْلاَصٍ يُخْذَلُ، فَمَنْ قَامَ بِهِمَا كَامِلاً فَهُوَ صِدِّيقٌ، وَمَنْ ضَعُفَ فَلاَ أَقَلَّ مِنَ التَّأَلُّمِ وَالإِنْكَارِ بِالقَلْبِ، لَيْسَ وَرَاءَ ذَلِكَ إِيمَانٌ، فَلاَ قُوَّةَ إِلاَّ بِاللهِ» [«سير أعلام النّبلاء» للذّهبيّ: (11/ 234)].

13. حَقِيقَةُ الفَقِيهِ
الفَقيِهُ كُلُّ الفَقِيهِ هُوَ الَّذِي لاَ يُؤَيِّسُ النَّاسَ مِنْ رَحْمَةِ اللهِ وَلاَ يَجُرِّئُهُمْ عَلََََى مَعاصِي اللهِ [«مجموع الفتاوى» لابن تيميّة: (15/ 405)].

14. مَنْزِلَةُ التَّوحِيدِ وَمَكَانَتُهُ
قَالَ ابْنُ أَبِي العِزِّ الحَنَفِيُّ -رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى-: «اعْلَمْ أنَّ التَّوحِيدَ أَوَّلُ دَعْوَةِ الرُّسُلِ، وَأَوَّلُ مَنَازِلِ الطَّرِيقِ، وَأَوَّلُ مَقَامٍ يَقُومُ فِيهِ السَّالِكُ إِلَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ... قَالَ تَعَالَى: ﴿وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولاً أَنِ اعْبُدُوا اللهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ﴾ [النّحل: 36]. وَلِهَذَا كَانَ أَوَّلُ وَاجِبٍ يَجِبُ عَلَى المُكَلِّفِ شَهَادَةَ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ، لاَ النَّظَرَ، وَلاَ القَصْدَ إِلَى النَّظَرِ، وَلاَ الشَّكَّ، كَمَا هِيَ أَقْوَالٌ لأَرْبَابِ الكَلاَمِ المَذْمُومِ، بَلْ أَئِمَّةُ السَّلَفِ كُلُُّهُمْ مُتَّفِقُونَ عَلَى أَنَّ أَوَّلَ مَا يُؤْمَرُ بِهِ العَبْدُ الشَّهَادَتَانِ... فَالتَّوْحِيدُ أَوَّلُ مَا يَدْخُلُ بهِ فِي الإِسْلاَمِ، وَآخِرُ مَا يَخْرُجُ بِهِ مِنَ الدُّنْياَ، كَمَا قَالَ النَّبِيُّ َصَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: «مَنْ كَانَ آخِرُ كَلاَمِهِ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ دَخَلَ الجَنَّةَ»، وَهُوَ أَوَّلُ وَاجِبٍ، وَآخِرُ وَاجِبٍ. فَالتَّوْحِيدُ أَوَّلُ الأَمْرِ وَآخِرُهُ، أَعْنيِ تَوْحِيدَ الأُلُوهِيَّةِ» [«شرح العقيدة الطّحاويّة» لابن أبي العزّ الحنفيّ: (77–78)].

15. حَقِيقَةُ التَّوْحِيدِ
قَالَ ابْنُ تَيْمِيَّةَ رَحِمَهُ اللهُ: «إِنَّ حَقِيقَةَ التَّوْحِيدِ أَنْ نَعْبُدَ اللهَ وَحْدَهُ، فَلاَ يُدْعَى إلاَّ هُوَ، وَلاَ يُخْشَى إِلاَّ هُوَ، وَلاَ يُتَّقَى إِلاَّ هُوَ، وَلاَ يُتَوَكَّلَ إِلاَّ عَلَيْهِ، وَلاَ يَكُونَ الدِّينُ إِلاَّ لَهُ لاَ لأَحَدٍ مِنَ الخَلْقِ، وَأَلاَّ نَتَّخِذَ المَلاَئِكَةَ وَالنَّبِيِّينَ أَرْبَابًا، فَكَيْفَ بِالأَئِمَّةِ وَالشُّيُوخِ وَالعُلَمَاءِ وَالمُلُوكِ وَغَيْرِهِم» [«منهاج السّنّة النّبويّة» لابن تيميّة: (3/ 490)].

16. التَّوْحِيدُ سَبيلُ النّجَاةِ
قَالَ ابْنُ القَيِّمِ -رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى-: «هَذِهِ سُنَّةُ اللهِ فِي عِبَادِهِ، فَمَا دُفِعَتْ شَدَائِدُ الدُّنْيَا بِمِثْلِ التَّوْحِيدِ، وَلِذَلِكَ كَانَ دُعَاءُ الكَرْبِ بِالتَّوْحِيدِ وَدَعْوَةُ ذِي النُّونِ الَّتِي مَا دَعَا بِهَا مَكْرُوبٌ إِلاَّ فَرَّجَ اللهُ كَرْبَهُ بِالتَّوْحِيدِ، فَلاَ يُلْقِي فِي الكُرَبِ العِظَامِ إِلاَّ الشِّرْكُ وَلاَ يُنْجِي مِنْهَا إِلاَّ التَّوْحِيدُ، فَهُوَ مَفْزَعُ الخَلِيقَةِ وَمَلْجَؤُهَا وَحِصْنُهَا وَغِيَاثُهَا، وَبِاللهِ التَّوْفِيقُ» [«الفوائد» لابن القيّم: (67)].

17. صَفَاءُ التَّوْحِيدِ
قَالَ ابْنُ القَيِّمِ رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى: «التَّوْحِيدُ أَلْطَفُ شَيْءٍ وَأَنْزَهُهُ وَأَنْظَفُهُ وَأَصْفَاهُ، فَأَدْنىَ شَيْءٍ يَخْدِشُهُ وَيُدَنِّسُهُ وَيُؤَثِّرُ فِيهِ، فَهُوَ كَأَبٍْيَضِ ثَوْبٍ يَكُونُ يُؤَثِّرُ فِيهِ أَدْنَى أَثَرٍ، وَكَالمِرْآةِ الصَّافِيَةِ جِدًّا أَدْنَى شَيْءٍ يُؤَثِّرُ فِيهَا، وَلِهَذَا تُشَوِّشُهُ اللَّحْظَةُ وَاللَّفْظَةُ وَالشَّهْوَةُ الخَفِيَّةُ، فَإِنْ بَادَرَ صَاحِبُهُ وَقَلَعَ ذَلِكَ الأَثَرَ بِضِدِّهِ وَإلاَّ اسْتَحْكَمَ وَصَارَ طَبْعًا يَتَعَسَّرُ عَلَيْهِ قَلْعَهُ» [«الفوائد» لابن القيّم: (233)].

18. شَرْطُ قَبُولِ العَمَلِ
قَالَ الفُضَيْلُ بْنُ عِيَاضٍ فِي تَفْسِيرِ قَوْلِهِ تَعَالىَ: ﴿الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ﴾ [الملك: 2] «هُوَ أَخْلَصُهُ وَأَصْوَبُهُ»، قَالُوا: «يَا أَبَا عَليٍّ، مَا أَخْلَصُهُ وُأَصْوَبُهُ؟»، فَقَالَ: «إِنَّ العَمَلَ إِذاَ كَانَ خَالَِصًا وَلَمْ يَكُنْ صَوَابًا لَمْ يُقْبَلْ، وَإِذَا كَانَ صَوَابًا وَلَمْ َيَكُنْ خَالِصًا لَمْ يُقْبَلْ حَتَّى يَكُونَ خَالِصًا صَوَابًا. الخَالِصُ أََنْ يَكُونَ للهِ، وَالصَّوابُ أَنْ يَكُونَ عَلَى السُّنَّةِ»، ثُمَّ قَرَأَ قَوْلَهُ تَعَالَى: ﴿فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاء رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحًا وَلاَ يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا) [الكهف: 110] [«مدارج السّالكين» لابن القيّم: (2/ 93)].

.19. التّمَسُّكُ بِالكِتَابِ الكَرِيمِ
عَنْ أَبِي العَالِيَةِ قَالَ: قَالَ رَجُلٌ لأُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ: «أَوْصِنِي»، قَالَ: «اتَّخِذْ كِتَابَ اللهِ إِمَامًا، وَارْضَ بِهِ قَاضِيًا وَحَكَمًا، فَإِنَّهُ الَّذِي اسْتَخْلَفَ فِيكُمْ رَسُولُكُمْ، شَفِيعٌ مُطَاعٌ وَشَاهِدٌ لاَ يُتَّهَمُ، فِيهِ ذِكْرُكُمْ وَذِكْرُ مَنْ قَبْلَكُمْ، وَحُكْمُ مَا بَيْنَكُمْ، وَخَبَرُكُمْ وَخَبَرُ مَا بَعْدَكُمْ» [«سير أعلام النّبلاء» للذّهبيّ: (1/ 392)].

20. فَضْلُ التَّمَسُّكِ بِالسُّنَّةِ
قَالَ ابْنُ حِبَّانَ رَحِمَهُ اللهُ في مُقَدِّمَةِ «صَحِيحِهِ»: «وَإِنَّ فِي لُزُومِ سُنَّتِهِ: تَمَامَ السَّلاَمَةِ، وَجِمَاعَ الكَرَامَةِ، لاَ تُطْفَأُ سُرُجُهَا، وَلاَ تُدْحَضُ حُجَجُهَا، مَنْ لَزِمَهَا عُصِمَ، وَمَنْ خَاَلَفَهَا نَدِمَ؛ إِذْ هِيَ الحِصْنُ الحَصِينُ وَالرُّكْنُ الرَّكِينُ، الَّذِي بَانَ فَضْلُهُ وَمَتُنَ حَبْلُهُ، وَمَنْ تَمَسَّكَ بِهِ سَادَ، وَمَنْ رَامَ خِلاَفَهُ بَادَ، فَالمُتَّعَلِّقُونَ بِهِ أَهْلُ السَّعَادَةِ فِي الآجِلِ، وَالمُغْبَطُونَ بَيْنَ الأَنَامِ فِي العَاجِلِ» [«الإحسان في تقريب صحيح ابن حبّان» لابن بلبان: (1/ 102)].

21. الطَّرِيقُ إِلَى اللهِ، فيِ اتِّبَاعِ السُنَّةِ
سُئِل الحَسَنُ الجَوْزَجَانِيُّ: «كَيْفَ الطَّرِيقُ إِلَى اللهِ؟»، فَقَالَ: «الطُّرُقُ إِلَى اللهِ كَثِيرَةٌ، وَأَوْضَحُ الطُّرُقِ وَأَبْعَدُهَا عَنِ الشُّبَهِ اتِّبَاعُ السُّنَّةِ قَوْلاً وَفِعْلاً وَعَزْماً وَعَقْدًا وَنِيَّةً، لأَنَّ اللهَ يَقُولُ: ﴿وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا﴾»، فَقِيلَ لَهُ: «كَيْفَ الطَّرِيقُ إِلَى السُّنَّةِ؟»، فَقَالَ: «مُجَانَبَةُ البِدَعِ، وَاتِّبَاعُ مَا أَجْمَعَ عَلَيْهِ الصَّدْرُ الأَوَّلُ مِنْ عُلَمَاءِ الإِسْلاَمِ، وَالتَّبَاعُدُ عَنْ مَجَالِسِ الكَلاَمِ وَأَهْلِهِ؛ وَلُزُومُ طَرِيقَةِ الاِقْتِدَاءِ، وَبِذَلِكَ أُمِرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِقَوْلِهِ تَعَالَى: ﴿ثُمَّ أَوْحَيْناَ إِلَيْكَ أَنِ اتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ﴾ [«الاعتصام» للشّاطبيّ: (1/ 62)].

22. الثَّبَاتُ عَلَى السُّنَّةِ
عَنِ الحَسَنِ البَصْرِيِّ -رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى- قَالَ: «السُّنَّةُ -وَالَّذِي لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ- بَيْنَ الغَالِي وَالجَافِي فَاصْبِرُوا عَلَيْهَا رَحِمَكُمُ اللهُ، فَإِنَّ أَهْلَ السُّنَّةِ كَانُوا أَقَلَّ النَّاسِ فِيمَا مَضَى، وَهُمْ أَقَلُّ النَّاسِ فِيمَا بَقِيَ: الَّذِينَ لَمْ يَذْهَبُوا مَعَ أَهْلِ الإِتْرَافِ فِي إتِْرَافِهِمْ، وَلاَ مَعَ أَهْلِ البِدَعِ فِي بِدَعِهِمْ، صَبَرُوا عَلَى سُنَّتِهِمْ حَتَّى لَقُوا رَبَّهُمْ، فَكَذَلِكَ إِنْ شَاءَ اللهُ فَكُونُوا» [«إغاثة اللّهفان» لابن القيّم: (1/ 70)].

23. فَرَحُ السَّلَفِ الصَّالِحِِ بِهِدَايَةِ اللهِ لَهُمْ إِلَى السُّنَّةِ
عَنِ الفُضَيْلِ بْنِ عِيَاضٍ قَالَ: «طُوبَى لِمَنْ مَاتَ عَلَى الإِسْلاَمِ وَالسُّنَّةِ، فَإِذَا كَانَ كَذَلِكَ فَلْيُكْثِرْ مِنْ قَوْلِ: مَا شَاءَ اللهُ» [«شرح أصول اعتقاد أهل السّنّة والجماعة» للاّلكائيّ: (1/ 138)].

24. حِرْصُ السَّلفِ الصَّالِحِ عَلَى لُُزُومِ السُنّةِ وَالذَّبِّ عَنْهَا
عَنْ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: «لَسْتُ تَارِكًا شَيْئًا كَانَ رَسُولُ اللهِ صلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ يَعْمَلُ بِهِ إِلاَّ عَمِلْتُ بِهِ، إِنِّي أَخْشَى إِنْ تَرَكْتُ شَيْئًا مِنْ أَمْرِهِ أَنْ أَزِيغَ». قَالَ ابْنُ بَطَّةَ بَعْدَ إِيرَادِهِ لِهَذَا الأَثَرِ: «هَذَا يَا إِخْوَانِي الصِّدِّيقُ الأَكْبَرُ يَتَخَوَّفُ عَلَى نَفْسِهِ الزَّيْغَ إِنْ هُوَ خَالَفَ شَيْئًا مِنْ أَمْرِ نَبِيِّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَمَاذَا عَسَى أَنْ يَكُونَ مِنْ زمانٍ أضْحَى أهلُهُ يَسْتَهْزِئُونَ بِنَبِيِّهِمْ وَبِأَوَامِرِهِ، وَيَتَبَاهَوْن بِمُخَالَفَتِهِ، وَيَسْخَرُونَ بِسُنَّتِهِ. نَسْأَلُ اللهَ عِصْمَةً مِنَ الزَّلَلِ وَنَجَاةً مِنْ سُوءِ العَمَلِ» [«الإبانة عن شريعة الفرقة النّاجية» لابن بطّة: (1/ 246)].

25. مَا أشْكَلَ عَلَيْكَ فَرُدَّهُ إِلَى الكِتَابِ وَالسُّنَّةِ
قَالَ الذَّهَبِيُّ -رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى-: «يَنْبَغِي لِلْمُسْلِمِ أَنْ يَسْتَعِيذَ مِنَ الفِتَنِ، وَلاَ يُشَغِّبَ بِذِكْرِ غَرِيبِ المَذَاهِبِ لاَ فِي الأُصُولِ وَلاَ فِي الفُرُوعِ، فَمَا رَأَيْتُ الحَرَكَةَ فِي ذَلِكَ تُحَصِّل خَيْرًا، بَلْ تُثيرُ شَرًّا وَعَدَاوَةً، وَمَقْتًا لِلصُّلَحَاءِ وَالعُبَّادِ مِنَ الفَرِيقَيْنِ، فَتَمَسَّكْ بِالسُّنَّةِ، وَالْزَمِ الصَّمْتَ، وَلاَ تَخُضْ فِيمَا لاَ يَعْنِيكَ، وَمَا أَشْكَلَ عَلَيْكَ فَرُدَّهُ إِلَى اللهِ وَرَسُولِهِ وَقِفْ وَقُلْ: «اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ» [«سير أعلام النّبلاء» للذّهبيّ: (19/ 142)].

26. فَضْلُ الصَّحَابَةِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ
قَالَ الشَّاطِبِيُِّ -رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى-: «إِنَّ الصَّحَابَةَ كَانُوا مُقْتَدِينَ بِنَبِيِّهِمْ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّم مُهْتَدِينَ بِهَدْيِهِ، وَقَدْ جَاءَ مَدْحُهُمْ فِي القُرْآنِ الكَرِيمِ، وَأَثْنَى عَلَى مَتْبُوعِهِمْ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ، وَإِنَّمَا كَانَ خُلُقُهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّم القُرْآنَ، فَقَالَ تَعَالَى: ﴿وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ﴾ [القلم: 4]، فَالقُرْآنُ إِنَّمَا هُوَ المَتْبُوعُ عَلَى الحَقِيقَةِ، وَجَاءَتِ السُّنَّةُ مُبَيِّنَةً لَهُ، فَالمُتَّبِعُ لِلسُّنَّةِ مُتَّبِعٌ لِلْقُرْآنِ. الصَّحَابَةُ كَانُوا أَوْلىَ النَّاسِ بِذَلِكَ، فَكُلُّ مَنِ اقْتَدَى بِهِمْ فَهُوَ مِنَ الفِرْقَةِ النَّاجِيَةِ الدَّاخِلَةِ لِلْجَنَّةِ بِفَضْلِ اللهِ، وَهُوَ مَعْنَى قَوْلِهِ عَلَيْهِ الصَّلاةُ وَالسَّلاَمُ «ماَ أَنَا عَلَيْهِ وَأَصْحَابِي» فَالكِتَابُ وَالسُّنَّةُ هُوَ الطَّرِيقُ المُسْتَقِيمُ، وَمَا سِوَاهُمَا مِنَ الإِجْمَاعِ وَغَيْرِهِ فَنَاشِئٌ عَنْهُمَا» [«الاعتصام» للشّاطبيّ: (2/ 252)].

27. اتِّبَاعُ سَبِيلِ السَّابِقِينَ الأَوَّلِينَ
قَالَ شَيْخُ الإِسْلاَمِ ابْنُ تَيْمِيَّةَ -رَحِمَهُ اللهُ-: «فَالاِقْتِدَاءُ بِهِمْ خَيْرٌ مِنَ الاِقْتِدَاءِ بِمَنْ بَعْدَهُمْ، وَمَعْرِفَةُ إِجْمَاعِهِمْ وَنِزَاعِهِمْ فِي العِلْمِ وَالدِّينِ خَيْرٌ وَأَنْفَعُ مِنْ مَعْرِفَةِ مَا يُذْكَرُ مِنْ إِجْمَاعِ غَيْرِهِمْ وَنِزَاعِهِمْ، وَذَلِكَ أَنَّ إِجْمَاعَهُمْ لاَ يَكُونُ إِلاَّ مَعْصُومًا وَإِذَا تَنَازَعُوا فَالحَقُّ لاَ يَخْرُجُ عَنْهُمْ» [«مجموع الفتاوى» لابن تيميّة: (13/ 24)].
28. الإِيمَانُ بِأَحَادِيثِ الصِّفَاتِ مَعَ إِمْرَارِهَا كَمَا جَاءَتْ بِلاَ كَيْفٍ
قَالَ حَنْبلُ بْنُ إِسْحَاقَ: «سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ عَنِ الأَحَادِيثِ الَّتِي تُرْوَى عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إنَّ اللهَ يَنْزِلُ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا»، فَقَالَ: نُؤْمِنُ بِهَا، وَنُصَدِّقُ بِهَا، وَلاَ نَرُدُّ شَيْئًا مِنْهَا، إِذَا كَانَتْ أَسَانِيدَ صِحَاحًا وَلاَ نَرُدُّ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَوْلَهُ، وَنَعْلَمُ أَنَّ مَا جَاءَ بِهِ حَقٌّ» [«سير أعلام النّبلاء» للذّهبيّ: (11/ 303)].

29. مَنْ فَارَقَ الدَّلِيلَ ضَلَّ عَنْ سَوَاءِ السَّبِيلِ
قَالَ ابْنُ القَيِّمِ رَحِمَهُ اللهُ: «وَمَنْ أَحَالَكَ عَلَى غَيْرِ «أَخْبَرَنَا» وَ«حَدَّثَنا» فَقَدْ أَحَالَكَ: إِمَّا عَلَى خَيَالٍ صُوفِيٍّ أَوْ قِيَاسٍ فَلْسَفِيٍّ، أَوْ رَأْيٍ نَفْسِيٍّ، فَلَيْسَ بَعْدَ القُرْآنِ وَ«أَخْبَرَنَا» وَ«حَدَّثَنَا» إِلاَّ شُبُهَاتُ المُتَكَلِّمِينَ، وَآرَاءُ المُنْحَرِفِينَ وَخَيَالاَتُ المُتَصَوِّفِينَ وَقِيَاسُ المُتَفَلْسِفِينَ، وَمَنْ فَارَقَ الدَّلِيلَ ضَلَََّ عَنْ سَوَاءِ السَّبِيلِ، وَلاَ دَلِيلَ إِلَى اللهِ وَالجَنَّةِ سِوَى الكِتَابِ وَالسُّنَّةِ، وَكُلُّ طَرِيقٍ لَمْ يَصْحَبْهَا دَلِيلُ القُرْآنِ وَالسُّنَّةِ، فَهِيَ مِنْ طُرُقِ الجَحِيمِ وَالشَّيْطَانِ ِالرَّجِيمِ» [«مدارج السّالكين» لابن القيّم: (2/ 468)].

30. وَسَطِيَّةُ أَهْلِ السُّنَّةِ وَالجَمَاعَةِ بَيْنَ فِرَقِ الأُمَّةِ
قَالَ شَيْخُ الإِسْلاَمِ ابْنُ تَيْمِيَّةَ -رَحِمَهُ اللهُ-: «فَهُمْ وَسَطٌ فِي بَابِ صِفَاتِ اللهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى بَيْنَ أَهْلِ التَّعْطِيلِ الجَهْمِيَّةِ وَأَهْلِ التَّمْثِيلِ المُشَبِّهَةِ، وَهُمْ وَسَطٌ فِي بَابِ أَفْعَالِ اللهِ بَيْنَ الجَبْرِيَّةِ وَالقَدَرِيَّةِ وَغَيْرِهِمْ، وَفِي بَابِ وَعِيدِ اللهِ بَيْنَ المُرْجِئَةِ وَالوَعِيدِيَّةِ مِنَ القَدَرِيَّةِ وَغَيْرِهِمْ، وَفِي بَابِ أَسْمَاءِ الإِيمَانِ وَالدِّينِ بَيْنَ الحَرُورِيَّةِ وَالمُعْتَزِلَةِ، وَبَيْنَ المُرْجِئَةِ وَالجَهْمِيَّةِ، وَفِي أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ بَيْنَ الرَّافِضَةِ وَالخَوَارِجِ، وَهُمْ وَسَطٌ فِي سَائِرِ أَبْوَابِ السُّنَّةِ، وَوَسَطِيَّتُهُمْ فِيهَا رَاجِعَةٌ لِتَمَسُّكِهِمْ بِكِتَابِ اللهِ وَسُنَّةِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ وَمَا اتَّفَقَ عَلَيْهِ السَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ المُهَاجِرِينَ وَالأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ أَجْمَعِينَ» [«مجموع الفتاوى» لابن تيميّة: (3/ 375)].

31. التَّحَلِّي باِلأَدَبِ عُنْوَانُ سَعَادَةِ المَرْءِ
قَالَ ابْنُ القَيِّمِ -رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى-: «وَأَدَبُ المَرْءِ عُنْوَانُ سَعَادَتِهِ وَفَلاَحِهِ. وَقِلَّةُ أَدَبِهِ عُنْوَانُ شَقَاوَتِهِ وَبَوَارِهِ، فَمَا اسْتُجْلِبَ خَيْرُ الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ بِمِثْلِ الأَدَبِ وَلاَ اسْتُجْلِبَ حِرْمَانُهَا بِمِثْلِ قِلَّةِ الأَدَبِ. فاَنْظُرْ إِلَى الأََدَبِ مَعَ الوَالِدَيْنِ: كَيْفَ نَجَّى صَاحِبَهُ مِنْ حَبْسِ الغَارِ حِينَ أَطْبَقَتْ عَلَيْهِمْ الصَّخْرَةُ؟ وَالإِخْلاَلِ بِهِ مَعَ الأُمِّ تَأْوِيلاً وَإِقْبَالاً عَلَى الصَّلاَّةِ كَيْفَ امْتُحِنَ صَاحِبُهُ بِهَدْمِ صَوْمَعَتِهِ وَضَرْبِ النَّاسِ لَهُ وَرَمْيِهِ بِالفَاحِشَةِ» [«مدارج السّالكين» لابن القيِّم: (2/ 402)].

32. الأَدَبُ مَعَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ
قَالَ أَبُو حَفْصٍ السُّهْرَوَرْدِيُّ -رَحِمَهُ اللهُ-: «حُسْنُ الأَدَبِ فِي الظَّاهِرِ عُنْوَانُ حُسْنِ الأَدَبِ فِي البَاطِنِ. فاَلأَدَبُ مَعَ اللهِ حُسْنُ الصُّحْبَةِ مَعَهُ بِإِيقَاعِ الحَرَكَاتِ الظَّاهِرَةِ وَالبَاطِنَةِ عَلَى مُقْتَضَى التَّعْظيمِ وَالإِجْلاَلِ وَالحَيَاءِ» [«مدارج السّالكين» لابن القيِّم: (2/ 392)].

33. الأَدَبُ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ
قَالَ ابْنُ القَيِّمِ رَحِمَهُ اللهُ: «فَرَأْسُ الأَدَبِ مَعَهُ -أَيْ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ-: كَمَالُ التَّسْلِيمِ لَهُ، وَالاِنْقِيَادُ لِأَمْرِهِ، وَتَلَقِّي خبرهِ بِالقَبُولِ وَالتَّصْدِيقِ، دُونَ أَنْ يَحْمِلَهُ مُعَارَضَةَ خَيَالٍ بَاطِلٍ يُسَمِّيهِ مَعْقُولاً، أَوْ يَحْمِلهُ شُبهَةً أوْ شَكًّا، أَوْ يُقَدِّمَ عليهِ آرَاءَ الرِّجَالِ، وَزُبَالاَتِ أَذْهَانِهِمْ، فَيُوحِّدُهُ بِالتَّحْكِيمِ وَالتَّسْليمِ، وَالاِنْقِيَادِ وَالإِذْعَانِ، كَمَا وحَّدَ المُرْسِلَ سُبْحاَنَهُ وَتَعَالَى بِالعِبَادَةِ وَالخُضُوعِ وَالذُّلِّ وَالإِنَابَةِ وَالتَّوَكُّلِ. فَهُمَا تَوْحِيدَانِ، لاَ نَجَاةَ لِلْعَبْدِ مِنْ عَذَابِ اللهِ إِلاَّ بِهِمَا: تَوْحِيدُ المُرْسِلِ، وَتَوْحيِدُ مُتَابَعَةِ الرَّسُولِ، فَلاَ يُحَاكِمُ إِلىَ غيْرِه، وَلاَ يرْضَى بِحُكْمِ غَيْرِهِ، وَلاَ يَقِفُ تَنْفِيذُ أَمْرِهِ وَتَصِديقُ خَبَرِهِ عَلَى عَرْضِهِ عَلَى قَوْلِ شَيْخِهِ وَإِمَامِهِ وَذَوِي مَذْهَبِهِ وَطَائِفَتِهِ وَمَنْ يُعَظِّمُهُ، فَإِنْ أَذِنُوا لَهُ نَفَّذَهُ وَقبِلَ خَبَرَهُ، وَإِلاَّ فإَنْ طَلَبَ السَّلاَمَةَ أَعْرَضَ عَنْ أَمْرِهِ وَخَبَرِهِ وَفَوَّضَهُ إِلَيْهِمْ، وَإِلاَّ حَرَّفَهُ عَنْ مَوَاضِعِهِ، وَسَمَّى تَحْرِيفَهُ تَأْويلاً وَحَمْلاً، فَقاَلَ: نُؤَوِّلُهُ وَنَحْمِلُهُ، فَلَأَنْ يَلْقَى العَبْدُ رَبَّهُ بِكُلِّ ذَنْبٍ عَلَى الإِطْلاَقِ -مَا خَلاَ الشِّرْكَ بِاللهِ- خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَنْ يَلْقَاهُ بِهَذِهِ الحَالِ... وَمِنَ الأَدَبِ مَعَهُ: أَلاَّ يُسْتَشْكَلَ قَوْلُهُ بَلْ تُسْتَشْكَلُ الآرَاءُ لِقَوْلِهِ، وَلاَ يُعَارَضُ نَصُّهُ بِقِيَاسٍ، بَلْ تُهْدَرُ الأَقْيِسَةُ وَتُلْقَى لِنُصُوصِهِ. وَلاَ يُحَرَّفُ كَلاَمُهُ عَنْ حَقِيقَتِهِ لِخَيَالٍ يُسَمِّيهِ أَصْحَابُهُ مَعْقُولاً، نَعَمْ هُوَ مَجْهُولٌ وَعَنِ الصَّوَابِ مَعْزُولٌ، وَلاَ يُوقَفُ قَبُولُ مَا جَاءَ بِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى مُوَافَقَةِ أَحَدٍ، فَكُلُّ هَذَا مِنْ قِلَّةِ الأَدَبِ مَعَهُ وَهُوَ عَيْنُ الجُرْأَةِ» [«مدارج السّالكين» لابن القيّم (2/ 387-390) مع حذف].

34. الأَدَبُ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ
قَالَ أَبُو القَاسِمِ الأَصْبَهَانِيُّ رَحِمَهُ اللهُ: «لاَ نُعَارِضُ سُنَّةَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ بِالمَعْقُولِ؛ لِأَنَّ الدِّينَ إِنَّمَا هُوَ الاِنْقِيَادُ وَالتَّسْلِيمُ دُونَ الرَدِّ إِلَى مَا يُوجِبُهُ العَقْلُ، لِأَنََّ العَقْلَ مَا يُؤَدِّي إِلَى قَبْولِ السُّنَّةِ، فَأَمَّا مَا يُؤَدِّي إِلَى إِبْطَالِهَا فَهُوَ جَهْلٌ لاَ عَقْلٌ» [«الحجّة في بيان المحجّة» لأبي القاسم الأصبهانيّ: (2/ 509)].

35. عِظَمُ ذِكْرِ اللهِ تَعَالَى
قَالَ ابْنُ القَيِّمِ رَحِمَهُ اللهُ: «الذِّكْرُ بَابُ المَحَبَّةِ وَشَارِعُهَا الأَعْظَمُ وَصِرَاطُهَا الأَقْوَمُ»، وَقَالَ -رَحِمَهُ اللهُ- «مَحَبَّةُ اللهِ تَعَالَى وَمَعْرِفَتُهُ وَدَوَامُ ذِكْرِه وَالسُّكُونُ إِلَيْهِ وَالطُّمَأْنِينَةُ إِلَيْهِ وَإِفْرَادُهُ بِالحُبِّ وَالخَوْفِ وَالرَّجَاءِ وَالتَّوَكُّلِ وَالمُعَامَلَةِ بِحَيْثُ يَكُونُ هُوَ وَحْدَهُ المُسْتَوْلِيَ عَلَى هُمُومِ العَبْدِ وَعَزَمَاتِهِ وَإرَادَتِهِ، هُوَ جَنَّةُُ الدُّنْياَ وَالنَّعِيمُ الَّذِي لاَ يُشْبِهُهُ نَعِيمٌ، وَهُوَ قُرَّةُ عَيْنِ المُحِبِّينَ وَحَيَاةُ العَارِفِينَ» [«الوابل الصّيِّب» لابن القيّم: (70)].

36. ذِكْرُ النَّاسِ دَاءٌ، وَذِكْرُ اللهِ دَوَاءٌ
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ عَوْنٍ: «ذِكْرُ النَّاسِ دَاءٌ، وَذِكْرُ اللهِ دَوَاءٌ». قَالَ الحَافِظُ الذَّهَبِيُّ مُعَلِّقًا: «قُلْتُ: إِي وَاللهِ، فَالعَجَبَ مِنَّا وَمِنْ جَهْلِنَا كَيْفَ نَدَعُ الدَّوَاءَ وَنَقْتَحِمُ الدَّاءَ؟ قَالَ اللهُ تعالى: ﴿فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ﴾ [البقرة: 152]، ﴿وَلَذِكْرُ اللهِ أَكْبَرُ﴾ [العنكبوت: 45]، ﴿الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللهِ أَلاَ بِذِكْرِ اللهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ﴾ [الرعد: 28]، وَلَكِنْ لاَ يَتَهَيَّأُ ذَلِكَ إِلاَّ بِتَوْفِيقِ اللهِ، وَمَنْ أدْمَنَ الدُّعَاءَ وَلاَزَمَ قَرْعَ البَابِ فُتِحَ لَهُ» [«سير أعلام النّبلاء» للذّهبيّ: (6/ 369)].



37. تَقْوَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ
عَنْ بَكْرٍ المُزَنِيِّ قَالَ: لَمَّا كَانَتْ فِتْنَةُ ابْنِ الأَشْعَثِ قَالَ طَلْقُ بْنُ حَبِيبٍ: «اتَّقُوهَا بِالتَّقْوَى»، فَقِيلَ لَهُ: «صِفْ لَنَا التَّقْوَى»، فَقَالَ: «العَمَلُ بِطَاعَةِ اللهِ، عَلَى نُورٍ مِنَ اللهِ، رَجَاءَ ثَوَابِ اللهِ، وَتَرْكِ مَعَاصِي اللهِ عَلَى نُورٍ مِنَ اللهِ، مَخَافَةَ عَذَابِ اللهِ». قَالَ الذَّهَبِيُّ -رَحِمَهُ اللهُ- تَعْلِيقًا عَلَى هَذِهِ الكَلِمَةِ: «قلتُ: أَبْدَعَ وَأَوْجَزَ، فَلاَ تَقْوَى إِلاَّ بِعَمَلٍ، وَلاَ عَمَلَ إِلاَّ بِتَرَوٍّ مِنَ العِلْمِ وَالاِتِّبَاعِ، وَلاَ يَنْفَعُ ذَلِكَ إِلاَّ بِالإِخْلاَصِ للهِ، لاَ لِيُقَالَ فُلاَنٌ تَارِكٌ لِلْمَعَاصِي بِنُورِ الفِقْهِ، إِذِ المَعَاصِي يَفْتَقِرُ اجْتِنَابُهَا إِلَى مَعْرِفَتِهَا، وَيَكُونُ التَّرْكُ خَوْفًا مِنَ اللهِ، لاَ لِيُمْدَحَ بِتَرْكِهَا، فَمَنْ دَاوَمَ عَلَى هَذِهِ الوَصِيَّةِ فَقَدْ فَازَ» [«سير أعلام النّبلاء» للذّهبيّ: (4/ 601)].

38. مَتَى صَحَّتِ التَّقْوَى رَأَيْتَ كُلَّ خَيْرٍ
قَالَ ابْنُ الجَوْزِيِّ فِي وَصِيَّتِهِ المَشْهُورَةِ الَّتِي كَتَبَهَا لِابْنِهِ أَبِي القَاسِمِ: «يَا بُنَيَّ، وَمَتَى صَحَّتِ التَّقْوَى رَأَيْتَ كُلَّ خَيْرٍ، وَالمُتَّقِي لاَ يُرَائِي الخَلْقَ وَلاَ يَتَعَرَّضُ لِمَا يُؤْذِي دِينَهُ، وَمَنْ حَفِظَ حُدُودَ اللهِ حَفِظَهُ اللهُ، قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ لِابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا: «احْفَظِ اللهَ يَحْفَظْكَ، احْفَظِ اللهَ تَجِدْهُ أَمَامَكَ»، وَاعْلَمْ يَا بُنَيَّ أَنَّ يُونُسَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ لَمَّا كَانَتْ ذَخِيرَتُهُ خَيْرًا نَجَا بِهَا مِنَ الشِّدَّةِ. قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: ﴿فَلَوْلاَ أَنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ. لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ﴾ [الصّافات: 143-144]. وَأَمَّا فِرْعَوْنُ فَلَمَّا لَمْ تَكُنْ ذَخِيرَتُهُ خَيْرًا لَمْ يَجِدْ فِي شِدَّتِهِ مُخَلِّصًا فَقِيلَ لَهُ: ﴿آلآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنْتَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ﴾ [يونس: 91]. فَاجْعَلْ لَكَ ذَخَائِرَ خَيْرٍ مِنَ التَّقْوَى تَجِدْ تَأْثِيرَهَا» [«لفتة الكبد إلى نصيحة الولد» لابن الجوزيّ: (33)].

39. مَا جَاءَ عَنِ السَّلَفِ فِي التَّقْوَى
وَدَّعَ ابْنُ عَوْنٍ رَجُلاً فَقَالَ: «عَليْكَ بِتَقْوَى اللهِ، فَإنَّ المُتَّقِيَ لَيْسَتْ عَلَيْهِ وَحْشَةٌ». قَالَ زَيْدُ بْنُ أَسْلَمَ: «كَانَ يُقاَلُ: مَنِ اتَّقَى اللهَ أَحَبَّهُ النَّاسُ وَإنْ كَرِهُوا». قَالَ الثَّوْرِيُّ لِابْنِ أَبِي ذِئْبٍ: «إِنِ اتَّقَيْتَ اللهَ كَفَاكَ النَّاسَ، وَإِنِ اتَّقَيْتَ النَّاسَ لَنْ يُغْنُوا عَنْكَ مِنَ اللهِ شَيْئًا». قَالَ سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ: «أُوتِينَا مِمَّا أُوتِيَ النَّاسُ وَمِمَّا لَمْ يُؤْتَوْا، وَعُلِّمْنَا مِمَّا عُلِّمَ النَّاسُ وَمِمَّا لَمْ يُعَلَّمُوا، فَلَمْ نَجِدْ شَيْئًا أَفْضَلَ مِنْ تَقْوَى اللهِ فِي السِّرِّ وَالعَلاَنِيَةِ، وَالعَدْلِ فِي الغَضَبِ وَالرِّضَا وَالقَصْدِ فِي الفَقْرِ وَالغِنَى» [«الفوائد» لابن القيِّم: (68)].


كلمات كتبت بماء العين جزى الله صآجبها خير جزاء
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
السوفي
مشرف عام
مشرف عام
السوفي


ذكر
عدد الرسائل : 2250
العمر : 38
الولاية: : واد سوف الحبيبه
المهنة : موظف
مزاجك اليوم : كلمات نافعة تحيي القلوب Qatary19
الاوسمة : كلمات نافعة تحيي القلوب 9
اوسمة : كلمات نافعة تحيي القلوب 081229104053WgBs
تاريخ التسجيل : 07/03/2010

كلمات نافعة تحيي القلوب Empty
مُساهمةموضوع: رد: كلمات نافعة تحيي القلوب   كلمات نافعة تحيي القلوب I_icon_minitimeالثلاثاء ديسمبر 28, 2010 6:32 pm

بارك الله فيك أختي
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ياسمـــ سوف ــين
عضو أساسي
عضو أساسي
ياسمـــ سوف ــين


انثى
عدد الرسائل : 853
العمر : 37
مزاجك اليوم : كلمات نافعة تحيي القلوب Qatary32
اوسمة : كلمات نافعة تحيي القلوب 15851610
تاريخ التسجيل : 08/04/2010

كلمات نافعة تحيي القلوب Empty
مُساهمةموضوع: رد: كلمات نافعة تحيي القلوب   كلمات نافعة تحيي القلوب I_icon_minitimeالجمعة ديسمبر 31, 2010 9:51 pm

السوفي كتب:
بارك الله فيك أختي


[b]وفيكـ بارك الله أخي الكريم
شاكرة لكـ مروركـ
تحياتــــــــي
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
امير القلوب الاول
وسام الكاتب المميز
وسام الكاتب المميز
امير القلوب الاول


ذكر
عدد الرسائل : 1137
العمر : 37
الولاية: : تونس
المهنة : رسام القلوب
مزاجك اليوم : كلمات نافعة تحيي القلوب Qatary25
الاوسمة : كلمات نافعة تحيي القلوب 27
تاريخ التسجيل : 14/10/2007

كلمات نافعة تحيي القلوب Empty
مُساهمةموضوع: رد: كلمات نافعة تحيي القلوب   كلمات نافعة تحيي القلوب I_icon_minitimeالسبت يناير 01, 2011 12:03 pm

شكرا لك اختى
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
كلمات نافعة تحيي القلوب
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات ورود سوف  :: المنتدى العام | Forum générale :: المنتدى الإسلامي | Forum islamique-
انتقل الى: