تستغربون من العنوان نعم أخطأنا
عندما نقول لا حول ولا قوة إلا بالله في غير موضعها
كلنا نعرف فضلها ودائماً نرددها ولكن متى ؟
هل سألنا أنفسنا ما معناها ؟
نردد مع المؤذن عندما يقول حي على الصلاة حي على الفلاح
نقول لا حول ولا قوة إلا بالله هل فكرنا لماذا ؟
ما معنى ( لا حول ولا قوة إلا بالله )
ومعظم الناس يقولها عند سماع المصائب
نسمع أن فلان مات
نقول لاحول ولا قوة إلا بالله
وهذا خطأ في معنى الذكر والوقت المناسب له
وهذه أقوال نقلتها لكم من هنا وهناك
لمعرفة المعنى الحقيقي لهذا الكنز الثمين
قال الشيخ عبد الرزاق العباد:«
يقول ابن تيمية - رحمه الله- "( لا حـول ولا قـوة إلابالله ) كلمة استعانة،
ويخطئ كثير من الناس فيستعملونها في الإسترجاع" !! أو بدل الإسترجاع.
الإسترجاع: ( إنا لله وإنا إليه راجعون) وهذا يقال عند المصيبة.
ومعنى ( إنا لله وإنا إليه راجعون) أي: إنا لله عبيد، وإنا إليه راجعون أو محاسبون أو مجازين، سنرجع إليه، فهذه تقال عند المصيبة، فيسلوالإنسان بإذن الله.
كلمة: ( لا حول ولا قوة إلا بالله ) هذه كلمة استعانة؛ طلب عون من الله،
فبعض الناس يخطئ ويستخدمها بدل ( إنا لله وإنا إليهراجعون ) !.
فإذا مات له ميت أو حصلت له مصيبة يقول: ( لا حول ولا قوة إلا بالله) !! يعني يستخدمها مكان الإسترجاع.
بدل أن يقول: ( إنا لله وإنا إليه راجعون) يقول: (لا حول ولا قوة إلا بالله)
وهذا من الغلط في فهم معاني الأذكار ودلالاتها وأوقاتها التي يحسن أو يناسب أن تقال فيه».
أما عن معنى ( لا حول ولا قوة إلا بالله ) قال حفظه الله:
لا حول ولا قوة إلا بالله كنـز من كنوز الجنة، وهي كلمة استسلام وتفويض لله تبارك وتعالى، واستعانة بالله.
****
لا حول ولا قوة إلا بالله هذه كلمة استعانة بالله جل وعلا، أي طلب عون من الله جل وعلا.
ومعناها: أي لا تحول من حال إلى حال، ولا حصول قوة عند العبد إلا بالله، يعني بإذنه سبحانه وتعالى
لا تحول من مـرض إلى صحة، ومن ضلال إلى هداية، ومن كفر إلى إيمان، ومن ضعف إلى قـوة، ومن وهاء إلى شدة إلا بالله سبحانه وتعالى.
فأمور الإنسان كلها وأحواله جميعها بيد الله سبحانه وتعالى.
( لا حول ولا قوة إلا بالله ): يعني ما تستطيع أن تقوم بأي عمل من الأعمال إلا إذا أعانك الله عليه.
ولهذا شُرع لنا إذا قال المؤذن: (حي على الصلاة حي على الفلاح)
يعني تعالوا إلى الصلاة، وتعالوا إلى نيل الفلاح الذي ترتب على فعلكم للصلاة
شُرع لنا أن نقول عند سماعنا لهذا النداء: ( لاحول ولا قوة إلا بالله)
أي نطلب من الله أن يعيننا، يعني ( لا حول ولا قوة إلابالله ) طلب إعانة.
والمسلم يشرع له إذا خرج من بيته أن يقول: ( بِسم الله، توكلت على الله، لا حول ولا قوة إلا بالله )
كل مرة يخرج من بيته يُسن له أن يقول ذلك، وهذا فيه طلب العون، أن يعينه الله عز وجل على ما هو قادمٌ عليه من مصالح دينه ودنياه ».
الشريط الثاني من شرح كتاب: صحيح الكلم الطيب.
كنزٌ من كنوز الجنة نرددها ونحرص عليها لأهميتها
لقول النبي عليه الصلاة والسلام
عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال :
قال لي النبي صلى الله عليه وسلم:
" ألا أدلك على كنز من كنوز الجنة ؟
فقلت : " بلى ، يا رسول الله ، قال :" لا حول ولا قوة إلا بالله " متفق عليه ,
قال النووي :سبب ذلك انها كلمة استسلام وتفويض الى الله تعالى واعتراف بالاذعان له وانه لاراد لأمره
قال ابن القيم :ان العالم العلوي والسفلي له تحول من حال الى حال وذلك التحول لايقع الا بقوة يقع بها التحول
فذلك الحول والقوة قائمة بالله وحده وليست بالتحويل
فيدخل في هذا المعنى كل حركة داخل الكون وخارجه
حركة النبات والفلك والحيوان والطبيعة والنفس والقلب والمجرات وماخفي عليها
والقوة على تلك الحركات =(الحول)
ولهذه الكلمة أثر عجيب في تحمل المشاق والدخول على الملوك وركوب الأهوال ودفع الهم والغم والحزن والفقر والديون
وطرد الشيطان والوسواس
يقول ابن رجب الحنبلي رحمه الله
في شرحه لهذا الكنز من كنوز الجنة
(لا حول ولا قوة إلا بالله):
((فإن المعنى لا تحول للعبد من حال , إلى حال ,
ولا قوة له على ذلك إلا بالله ))
لا تحول للعبد من الذل إلى العزة إلا بالله . ولا قوة إلا بالله :
أي ولا يعينك على هذا التحول إلا الله .
لا تحول من المعصية إلى الطاعة إلا بالله ولا يعينك على هذا التحول إلا الله .
لا تحول من المرض إلى الشفاء إلا بالله
ولا يعينك على هذا التحول إلا الله .
لا تحول من الفقر إلى الغنى إلا بالله ولا يعينك على هذا التحول إلا الله .
لا تحول من العزوبة إلى الزواج إلا بالله ولا يعينك على هذا التحول إلا الله .
لا تحول من الفشل إلى النجاح إلا بالله ولا يعينك على هذا التحول إلا الله .
لا تحول من الهزيمة إلى النصر إلا بالله ولا يعينك على هذا التحول إلا الله .
فإن أعياك الذل لغير الله فأكثر من قول لا حول ولا قوة إلا بالله ,
واضمر هذا المعنى في قلبك خاصة أثناء التلفظ بهذا الذكر,
وقس على ذلك التحول من المعصية إلى الطاعة ,
والتحول من المرض إلى الشفاء ,
والتحول من الفقر إلى الغنى ,
و التحول من العزوبة إلى الزواج ,
و التحول من الفشل إلى النجاح ,
و التحول من الهزيمة إلى النصر ,
وقس على ذلك أيضاً كل أمر يهمك بأنك تكثر من قول :
لا حول ولا قوة إلا بالله , مضمرًا هذا المعنى الذي سبق ذكره في قلبك
واحرص على تواطؤ قلبك مع لسانك ,
والله المستعان ,
وعليه التكلان ,
ولا حول ولا قوة إلا بالله .
وما أحوج أمتنا هذه الأيام لهذا الكنز الثمين.
فأكثروا من ذكر
لا حول ولا قوة إلا بالله
حفظكم الله جميعاً أينما كنتم
وأسعدكم في الدارين
وحقق لكم جميع أمنياتكم
في أمان الله