الظلم ظلمات

موضوع: الظلم ظلمات الإثنين أكتوبر 04, 2010 7:29 pm

حينما نكون على يقين من حقوقنا، فإننا نحاول الوصول إليها بالطرق المشروعة الشريفة مثل القضاء والتحكيم أو حتى الصلح والتفاوض، ونرفع أصواتنا واثقين من مساندة الناس لنا ومن الثقة الأكيدة بالفوز. ذلك على عكس الظلمة والجبارين الذين يلجأون إلى استخدام القوة والوقاحة والهروب من المواجهة الصحيحة بل إن الظالم يخشى أن يضع عينه فى عيون من ظلمهم إلا إذا كان على درجة عالية من الوقاحة والسوء. إن الظالم يستخدم القوة والتهديد والوعيد محاولا سد المساحة التى صارت تكشفه وهى التى بينه وبين الحق فهو يقف بعيدا فيحتاج أن يرفع صوته بالتهديد والوقاحة مثل فرعون الذى تعامل مع موسى وهارون (عليهما السلام) بالتهديد والوعيد والجهل والكبر وكثيرا ما يلجأ الظالم إلى تعكير الماء من حوله ليصبح الجو غامضا فيستعصي على أصحاب الحق معرفة حقوقهم وهذا ما لا يريده الظالم ويتعمد أيضا الكذب والتضليل للحقائق والمفاهيم
وكلما زادت القوة فى يد الظالم كلما أغرته وشجعته على الظلم وتجاوز الحقوق فالقوة تعمى أصحابها وتلغى عقولهم فيتصرفون بلا خلق ولا دين ولا عرف ولا مروءة
وعلى الأمم والدول والمجتمعات أن تساعد على نشر الوعي الديني الذي يكرس ويساعد على تعزيز الضمير المتيقظ والوازع الإيماني الداخلي ولنذكر هذه الحكمة العظيمة التي تقول (إذا دعتك قدرتك على ظلم الناس فتذكر قدرة الله عليك)
وعلى المجتمع والأخص دور التعليم كالمدارس والجامعات أن تبعث فى الناس أن هناك حقوقا للآخرين علينا بل عليهم أيضا أن يفردوا جزءا من العملية التعليمية لتثقيف الناس حتى يعرفوا ما لهم وما عليهم وكيف يطالبون بها بطرق صحيحة تقطع الفرصة على الظالمين واللصوص الذين يستثمرون بساطة الناس وسماحة قلوبهم فى الاستيلاء على حقوقهم .

محمد وسام الدين