خروج ايطاليا بطلة العالم من المونديال ...صدمة كبيرة

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

-

منتديات ورود سوف الشاملة
-

[[ الـمـنـتـخـب الإيـطــالــي .. صـدمـة تـعـكـس مـعـانـاة وواقـع الـدوري الـمـحـلـي !!!! ]] .

مازالت بطولة " كأس العالم " مستمرة ومازالت فصولها المثيرة تجود علينا ببعض من مفاجئاتها القاسية على بعض المنتخبات والفاتنة لمنتخبات أخرى . كـــ " سلوفاكيا " التي وبمشاركتها الأولى في تاريخ هذه البطولة ,, استطاعت الإطاحة ببطل النسخة الماضية من البطولة العالمية الكبرى ,, والمرشح القوي للدفاع عن لقبه ,, وبهذا يمكن القول أن مهمة " سلوفاكيا " قد اكتملت وشعب بكامله ينتظرهم للإحتفال بهذا الجيل الذهبي حتى لو لم يساعدهم الحظ لتخطي دور الـــ 16 ,, فكما تفضلنا ,, هذه أول نسخة مونديالية في تاريخ البلد ,, ولا أي " سلوفاكي " توقع ما حدث ,, بل إن الأماني السلوفاكية لم تتجاوز حدود تحقيق نقاط مشرفة في المجموعة التي وقعوا فيها .

وبما أن " سلوفاكيا " تعيش نشوة الفرحة ,, فلنا أن نتخيل الأجواء في " روما " ,, حيث أتصور حالة كئيبة لمنتخب فشل فشلا ذريعا ربما يكون الأسوء في تاريخ المنتخب الإيطالي المرصع بذهب العراقة المونديالي ثلاث مرات .

لم أكن متابعا دقيقا لتصفيات المنتخب الإيطالي قبل الوصول لــ " جنوب إفريقيا " لكن سمحت لي الفرصة بمشاهدة مباراة وحيدة لهم في المجموعة ,, فلست من محبي الفلسفة الإيطالية رغم أني أحترمها كفلسفة لها قيمتها في الساحة القارية والعالمية ,, ولقد أتيحت لي فرصة وحيدة بمتابعة المنتخب الإيطالي في أحد المبارياة الودية والتي لم أجد فيها ما يبرر كون من يرتدي اللون الأزرق كان هم لاعبوا المنتخب الإيطالي .

روح منعدمة .. تكتيك فيه الكثير من الجدل .. أسلوب بطيئ جدا في تناقل الكرة .. أسماء فنيا كان وجب رؤيتها تحلل مبارياة المونديال عبر القنوات العالمية لا أن تشارك فيه .

هذه كلها نقاط سلبية تكررت بأحرف متطابقة جدا في هذا المونديال العالمي ,, حيث أن الجميع كان يتوقع ما هو أفضل من هكذا مستوى كارثي بمعناه الحقيقي لمنتخب قيل أنه جاء ليدافع عن لقبه ,, بينما الواقع يظهر أن هذا المنتخب جاء فقط لينشط البطولة ,, أو ربما أنه وجد نفسه عاجزا تماما عن تحقيق ما يحلم به الشارع الإيطالي . مادام أن المنتخبات التي لعبت في المجموعة جاءت هي الأخرى لتنافس على ورقة المرور للدور القادم .

ربما يتذكر الجيل السابق قبلنا نحن الشباب ,, كيف كانت منتخبات عديدة تخسر مبارياتها بسذاجة سببها " الإرتــبـــاك والــخـــوفــــ " من خصوم لهم وزنهم التاريخي والإعلامي كذلك . هذه الحالة إختفت تماما في العقود الأخيرة ,, حيث بدأنا نشاهد منتخبات متسوطة بشخصية الكبار تنافس وفق المستطاع وبروح لا مثيل لها للذاهب لأبعد ما يمكن لها تحقيقه في بطولة عالمية إسمها " كأس العالم " ,, واليوم أثبتت " سلوفاكيا " خفوت هذه الحالة ,, وأكدت للعالم أجمع أن زمن الـــخـــوفـــــ انتهى تماما . فحالة " الـــخـــوفــــ " التي كانت سببا في إقصاء عدد من المنتخبات التي كان لمستواها أن يؤهلها للذهاب بعيدا في مشاويرها الرياضية اندثرت اليوم وحل مكانها مصطلح " الــتـــحـــدي واللاخـــوف " . وهذه الجزئية تجاوزتها جل منتخبات العالم في القرن الــ 21 ,, إلا منتخباتنا العربية ,, ولا أقصد هنا " الجزائر " التي أقصيت هي الأخرى بعامل " الخوف " ,, وإنما أعمم على كل المدرسة الكروية العربية ,, وهذا واقع نعيشه ولا مفر لنا منه .

على أين ,, المنتخب الإيطالي حل بــ " جنوب إفريقيا " وكله طموحات لتحقيق ما هو أفضل لهذا المنتخب ,, والعين على دور المربع الذهبي ولما لا النهائي ,, لكن يبدو أن هناك مشاكل فنية أعاقت بلورة هذا الحلم للتحقيق ,, وهذه المشاكل جعلت من المستحيل أن يحقق هذا المنتخب شيئا يذكر في هذه البطولة .

أول هذه المشاكل إعادة " مارشيلو ليبي " للمنتخب الإيطالي . واليوم وبعد إقصاء " الأتـــزوري " أتساءل سؤالا دوما ما حيرني : هل كل من حقق بطولة كأس العالم ,, يمكننا وضعه ضمن العباقرة ؟؟ .. وهل من عرف النجاح كمدرب للفرق بإمكانه أن ينجح كمدرب للمنتخبات ؟؟ .

سؤالان أعترف أنه إلى اليوم لم أجد لهما جوابا مقنعا ,, فبين حالة وأخرى يتغير الجواب ,, وأعتبر ذلك سرا غامضا من أسرار كرة القدم الحديثة .

" مارشيلو ليبي " هذا المدرب الذي حاز لقب " الشامبيونز الأوروبية " مع " اليوفي " عاد يوما ودرب منتخبا إيطاليا وصعد به للعالمية والتتويج للمرة الرابعة في تاريخه ,, لكن " بيريرا " هو الأخر حقق بطولة كأس العالم ,, ولم نجد فيه يوما ما يدل على أنه مدرب من النخبة ذات الصيت العالمي ,, فالبرازيل سيدة المونديال بــ 5 ألقاب لم يسبق لها وأن صنعت لنا مدربا واحدا من هذه الصفات ,, وهذا ما يزيد الحالة غموضا ,, لأن " البرازيل " بلد يصنع المواهب وليس بحاجة لمدرب يصنع الإنسجام ,, كون هذا الإنسجام يمكن أن يتحقق بالمتعة التي يهدف اللاعبون لها فوق أرضية الميدان . وهل هذه الحالة تنطبق على " مارشيلو ليبي " ,, الله وحده العالم بالحقيقة . فكما قلت لكم هذه الحالة غامضة ويصعب بكل معاني الصعوبة التعمق في تحليلها لأننا قد نجد حالات تغير إجاباتنا لأجوبة ثانية مغايرة .

السؤال الثاني الذي طرحته على نفسي متعلق بضمان من نجح في تدريب الفرق نجاحه في تدريب المنتخب . ولا أستطيع تسمية ما حققه " ليبي " في 2006 بالنجاح الشخصي له لأنه نجاح للمنتخب ,, وما خروجه المبكر لزاد من شكوكي اليوم . فاختيارته أبدا لم تكن موفقة قبل انطلاق البطولة ,, عندما رفض استقطاب الأسماء المهارية ,, متحدثا عن لغة جماعية يستحيل رؤيتها في المنتخب الإيطالي ,, الذي عودنا على الفوز بروح القتال من كل فرد ينتمي لكتيبة " الأزوري " وهذا قبل روح ومتعة الجماعة .

" كأس العالم " بطولة معقدة جدا ,, ولكي تتخطى أدورها الحاسمة لابد لك من لاعبين يصنعون الفارق ,, وهذا ما لم يعتمد عليه " ليبي " الذي أصر على صورة بدا واضحا أنها لن تتحق على أرض الواقع . فلاعب سريع البديهة مثل " كاسانو " كان ليفيد الكتيبة الإيطالية في هذه البطولة ,, ولاعب مثل " بالوتيلي " ربما حماسه الكبير لإرتداء القميص الأزرق وكذلك قوته البدنية ورغبة إثبات الذات لديه ,, كانت لتفيد هذه المجموعة ,, وشيئ من هذا لم يحصل بطبيعة الحال .

ومازاد الطين بلة ,, هو قلة الخيارات في الدوري الإيطالي الذي يعاني من عدة إكراهات فنية في السنوات القليلة الماضية . فمن غير الطبيعي أن لا يوجد فريق حائز الثلاثية على منتخب بلاده بنجوم تقوده للدور القادم على الأقل ولما لا التقدم أكثر في المشوار ,, فكان المدرب أمام خيارات كلاسيكية نصفها الأساسي كان يفترض أن يحلوا ضيوفا على قنوات عالمية ليكونوا محللي هذا المونديال .

إذن " ليبي " اتركب خطئا فاذحا عندما استبعد " المــهـــارة " من اهدافه ,, وكذلك عانى من قلة الخيارات التي طرحت أمامه ,, وهنا أطرح سؤالا وجيها : هل الأسماء التي جاءت لــ " جنوب إفريقيا " هي نفس الأسماء التي يمكن أن نراها في مونديال " البرازيل " سنة 2014 . أترك الجواب معلقا لأصحاب القرار ,, لأن الدروي الإيطالي فعلا يعاني وما صدمة اليوم سوى انعكاس عادي لهذه المعاناة .

مع تحياتي :

أخوكم ( jaja ) محمد .

مع السلامة يا ليبي فانت مثل دومينيك اصحاب الرؤوس القاسية

هذا هو مستوى الطاليان هاذ العام