من الفقراء إلى.. الأغنياء

مع التطور الهائل لوسائل
الإعلام والاتصال، أصبحت مباريات كأس العالم لكرة القدم هي الحدث الكوني الأول الذي
يجمع البشرية، بمختلف أعراقها وألوانها وأديانها وتفاوت درجات تقدمها أو تخلفها.
ومع ذلك فكرة القدم مجرد لعبة. في القديم، قيل إن المسرح كان يجمع اليونانيين، كما
قيل إن عكاظيات الشعر كانت تجمع العرب. في كلا النوعين (المسرح وعكاظيات الشعر)
كانت الفرجة و.. الثقافة. بيد أن ''حدث'' كأس العالم لكرة القدم هو ''فرجة'' كبيرة
فقط!
لا أحد ينكر اليوم أن ''الحدث'' الثقافي تراجع بشكل ملحوظ. فالكتب الأكثـر
رواجا في العالم (المتقدم بالخصوص) هي كتب مغامرات أو روايات بوليسية أو كتب
''فضائح'' بعيدة كل البعد عن ''همّ تثقيف الجماهير وتوعيتها''، والأفلام الأكثر
انتشارا وفرجة هي أفلام إثارة ومغامرات وبدرجة أقل ''أفلام هزلية ساخرة''. أما
المسرح الناجح اليوم، فقط أطلق عليه النقاد المختصون اسما غريبا: إنه ''المسرح
التجاري''! وهكذا فإن قاطرة ''اللهم والفرجة والمتعة'' سيطرت حتى على الإنتاج
الثقافي. هل أصبح الناس يفضلون اللهو والمتعة على العلم والجد والعمل؟ ظاهريا هذا
يبدو صحيحا. غير أن الحقيقة تنافي، في عمقها، هذا الافتتان البشري الهائل ''بالفرجة
والتمتع واللعب''.
إن أصبح ''كأس العالم لكرة القدم'' هو الحدث البشري الأول''
فذلك لا يعني، البتة، أن ''كرة القدم'' وجدت طريقها بالصدفة إلى ولوج قلوب
الجماهير. فتاريخ انتشار هذه اللعبة في العالم رافقه أقوى ''عصبين'' اكتشفهما
الإنسان للسيطرة على أخيه الإنسان: إنهما المال والسياسة! دورة كأس العالم لكرة
القدم هي أكبر سوق للإشهار التجاري في العالم وهي في نظر كل رئيس أو ملك أو حاكم
أكبر فرصة لكسب ''ثقة شعبه''. عندما يجتمع المال والسياسة يسهل توجيه
الجماهير.
وهكذا جعل ''السياسيون''، منذ الثلاثينيات بالخصوص، كرة القدم أول
لعبة جماهيرية. ودعّمهم بالطبع ''رجال المال'' من تجار وأصحاب مصانع أو شركات.
الجميع متفق في ''أكبر سوق عالمية''.
منذ أن تأسست ''الفيفا''، صارت أغنى
''منظمة عالمية غير حكومية''، ومع ذلك، ''فأهل الربط والحل'' مازالوا يقتّرون في
دعم منظمات مساعدة الجوعى أو المقهورين أو المرضى وغيرهم.
إن دورة كأس العالم
لكرة القدم هي ''أكبر فرصة للنجاح السياسي والمالي وإن اخترعها الفقراء'' كما يقول
المؤرخون وعلماء الآثار. فقريبا من العصور الحديثة، أثبت الإنجليز بالدلائل والآثار
على أن فلاحيهم الفقراء هم الذين ابتدعوا ''كرة القدم''.
ثم ''أثبت'' الصينيون،
منذ حوالي خمسين سنة، أن أجدادهم القدامى هم الأوائل في خلق هذه اللعبة الشعبية،
وأتوا برسومات وآثار تبرهن على أن فلاحي الصين القدامى قد سبقوا بكثير فلاحي
إنجلترا في ''لعب كرة القدم''!
انطلاقا من هذا، سمى المؤرخون ''كرة القدم''
بلعبة الفقراء. وهي حتى اليوم ''لعبة الفقراء'' فعلا. غير أن الفقراء هم المتفرجون
واللاعبون الجدد الذين يكتشفهم ''السماسرة'' ثم يبيعونهم إلى الفرق الغنية، كل حسب
''وزنه''. لقد صار ''البيع والشراء'' هما سيّدي ''اللعبة''.
''الفيفا'' التي
تسيّر اللعبة في العالم، لا كلام يدور بين أعضائها خارج ''البيع والشراء'': بيع
المقابلات للتلفزيونات الثرية القوية، منح رخص اللاعبين بالمال، جمع الإيرادات
بجميع أنواعها من إشهار وحقوق تنظيم وحقوق استفادات لا حصر لها. هذه ''المتاجرة''
أصبحت خطرا حقيقيا على اللعبة الأكثـر شعبية في العالم.
والخطر الأول هو
''حرمان الفقراء الذين يصنعون الفرجة'' من التمتع بهذه اللعبة. وليس أشد خطرا من
احتكار الأقوياء للبث التلفزيوني وحرمان الضعفاء من.. الفرجة!

والله معك حق أختي كثر من الناس مش قادر حتى عن لقمة العيش فما بالك بالاشياء الاخرى كان الله في عون الجميع، وهؤلاء لايحسون بلقمة العيش ولا باللاشياء الاخرى وهم السبب في هذا التردي والازمات من أكلهم الربا والاحتكار والى غير ذلك شكرا لك أختي على هذه اللفتة الطيبه

اسعدنى تواجدك بصفحتى المتواضعة

شكرا لك على الموضوع ختى

شكرالك على المرور