نصيحة بخمسين شاة

يحكى ان شيخ قبيلة لم يرزق الا بولد وحيد , على الرفم من انه تزوج اكثر من واحدة فنشأ الولد مدللا لا يرد له طلب ولم يستطه ابوه ان يعوده على خشونة البدو وشجاعتهم وكانت رقته
وعدم قدرته على مصارعة اقرانه تخيب امال والده الذي كان يحاول اعداده ليخلفه في
زعامة القبيلة ولذلك زوجه لعله يشد همته ويشعر بالمسؤولية نحو اسرته
ولكن مضت شاهر على زواجه ولم تتغير فيها طباعه . ذات يوم افتقد الشيخ ناقة سقلاوية
ثمينة من بين النوق . فطلب الشيخ من ابنه ان يقتفي اثرها ليعرف اذا ما سرقت ام شردت ثم ياتيه بخبرها , فغاب الابن ساعات من النهار وعاد متعبا جائعا لم يستطيع ان يعرف عن الناقة المفقودة شيئا , فغضب ابوه عليه غضبا شديداواهانه اهانات بالغة امام وجوه القبيلة ثم اقسم على طرده على الرغم من الاقارب الذين توسطوا بلا جدوى ولكنهم استطاعوا ان يقفوا بين الشيخ وولده عن ضربه .
خرج الشاب هاربا من بطش والده , هائما على وجهه متوجها نحو الجنوب حتى وصل الى قبيلة في سيناء , عرف الشيخ منه قصته فعرض عليه ان يعمل عنده راعيا مقبال 20 راس من الغنم في السنة , فضلا عن طعامه وشرابه وملبسه فقبل الشاب شاكرا وهو يشعر بمودة الشيخ وحسن وفادته وعطفه عليه وبعد ان قام بعمله خير قيام خلال 10 سنوات شعر انه اكتسب خبرة وخشونة كافتين قد تقنعان ابوه وعد الحلال الذي يخصه وجده يربو على خمسمائة راس توالدت من اجرته السنوية فاستاذن الشيخ وودع اصدقائه من القبيلة وهم بالرحيل ولكن الشيخ ادرك ان الشاب ما زال قليل الخبرة ورما يتعرض له اللوصلنيهبوا حلاله وربما قضوا عليه واراد ان يعلمه ثلاث حكم ويعطيه فرسا وبندقية جديدة على ان يترك له اغنامه كلها ففكر الشاب وتردد ثم قبل العرض . اما النصائح فكانت :
1- يا بني لا تامن لصاحب العيون الزرقاء والاسنان الفرقاء والخدود البرقاء
2- اياك ان تنام في الوادي الذي تدهل مجرى سيوله
3- عليك ان تنام على ضيم حتى لا تصحو على هم.

اصغى الشاب الى نصائح الشيخ وترك له حلاله وامتطى فرسه وسار فالتقى مسافرا اخر في طريقه سلم عليه وترافقا في سفرهما ولاحظ الشاب ان صفات صاحبه وردت في النصيحة الاولى للشيخ فاخذ حذره منه وعندما امسى المساء عليهما وهما يسيران في واد سحيق بين جبالشاهقة اقترح المسافر على الشاب ان يناما هناك بين الاشجار ولكن الشاب اصر على الارتفاع الى سفح الجبل خوفا من سيل مفاجئ وبالفعل وجدا مكانا عاليا ناما فيه والواقع انهما تظاهرا بالنومفالشاب كان حذرا من صاحبه والاخر كان يراقبه حتى ينقض عليه طمعا في فرسه وبندقيته وحينما ظن انه غفا في نومه استل سيفه واتجه نحوه ليقتله ولكن الشاب اسره ووجه بندقيته ناحيته واطلق عليه النار فارداه قتيلا .

نام الشباب ليلة مؤرقة يحلم فيها بعيني رفيقه الزرقاوين وبالامطار التي تهطل بشدة الى ان اصبح الصباح فاذا بالوادي تسيل فيه المياه حتى صار نهرا جاريا فسار على جانبه بفرسه سيرا حذرا ومر في طريقه بجماعة من التجار جرفهم النهر حينما كانوا نائمين في الوادي وهناك عثر على كيس مليئ بالدنانير الذهبية استطاع ان يسحبه من الماء ويردفه على الفرس ويتابع سفرته الى ان وصل الى خيام عشيرته وجعل يتفقد الخيام ويسير بينها متسللا حتى انتهى الى خباء امراته فاذ يحدق في داخلها واصابته رجفة رعب لانه راها نائمة مع انسان غريب ظن انه عشيق لها او ربما زوج اخر تزوجته بعد ان طلقته فشرح بندقيته ليقتلهما ولكن النصيحة الثالثة خطرت له فتراجع وذهب الى خيمة اضليافة ونام على هم وضيم يتقلب ويحلم حتى الفجر وكان يذكر ان اباه يصحو مبكرا فاتجه اليه وعانقه وجعل ابوه يساله عن حاله واخباره خلال هذه السنوات ولكنه قاطع اباه وساله عن ذلك الذي ينام مع زوجته فاخبره اقائلا هذا ولدك يا ولدي ما غيره فاسرع الى الخباء وعانق امراته وولده ثم اصطحبهما الى مجلس والده وحكى لهم ما حدث له في الماضي الى اخر النصائح التي طبقها .
وبعد يومين زار والده شيخ القبيلة في سيناء شاكرا له مودته لولده وما نصحه به , مقدما له الهدايا التي احضرها له فقابله الاخر بهدايا مثلها واعطاه اغنام ولده التي اشتراها من ودفع له ثمنها نصائحه الثلاثة ودامت بينهما المودة وثيقة على الزمان .

مشكور اخي الساحر و هذه موروث عربي

شكرا جزيلا أخي على هذا الموضوع الشيق

شكرا ك