أولا الخوارجتعريف بهم:بدعة الخروج من أول البدع التي ظهرت في الإسلام وهي صنوة بدعة الرفض ـ التشيع.
عُرف الخوارج بهذا الاسم نسبة لخروجهم على أمير المؤمنين عليٍّ رضي الله عنه بعد موقعة صفين.
ويعرفون أيضاً بالمُحَكـِّمة، والشِّـرَاة.
تزيد فرق الخوارج على العشرين فرقة.
من أهل العلم من كفرهم، ومنهم من توقف في ذلك مع تصريحهم بأنهم من أهل الأهواء الضالين.
أخطر عقائدهمأخطر عقائد الخوارج التي تميزوا بها عن غيرهم هي:
1. عدم اعتدادهم بالسنة، وردهم لكل ما يخالف ما ابتدعوه.
2. يكفرون مرتكب الكبيرة ويقولون هو خالد مخلد في النار إن لم يتب منها قبل الموت.
3. كفروا عدداً من كبار الصحابة أمثال: عثمان، وعليّ، وطلحة، والزبير، ومعاوية، وعمرو بن العاص، وأبي موسى الأشعري رضي الله عنهم.
4. الخروج المسلح على الدولة المسلمة، فهم أهل سيف.
5. يستحلون دماء المسلمين وأموالهم إلا من خرج معهم.
6. يقتلون أهل الإسلام ويدعون أهل الأوثان.
7. تكفير بعضهم البعض لأدنى شبهة، ولهذا عندما قيل لابن عمر رضي الله عنهما: ما ترى في فتية شببة ظراب نظاف يقرأون القرآن ويقيمون الليل ولكن يكفر بعضهم بعضاً؟ قال: ماذا تركوا من دناءة الأخلاق إلا يكفر بعضهم بعضاً!!؟
8. أن دار مخالفيم من المسلمين دار كفر، وقصر بعضهم هذا على دار السلطان.
9. هذا بجانب شذوذات وضلالات أخر نحو:
فالخارجي إذاَ هو الذي يعتقد كل هذه العقائد أو بعضها.
ثانياُ: التكفيريون: قرآنييون وغيرهمأخطر عقائدهم1. رد السنة وعدم الاعتداد بها.
2. تكفير المجتمع بأسره.
3. لا يأكلون ذبيحة المسلم ولا يبيحون زواج المسلمة.
4. لا يصلون في مساجد المسلمين، ولا خلف مسلم.
بجانب ضلالات وشذوذات أخرى.
فالتكفيري إذا أو (السُّروري) الذي أصبح مرادفاً للتكفيري عند هؤلاء هو الذي يدين بهذه العقائد المنحرفة الضالة.
ثالثاً: المرجئةأخطر عقائد الفكر الإرجائي1. يخرجون الأعمال من الإيمان.
2. الإيمان عند بعضهم مجرد التلفظ باللسان، وعند البعض مجرد التصديق بالقلب، وعند فريق ثالث منهم مجرد المعرفة.
3. يقولون: لا يضر مع الإيمان معصية كما لا تنفع مع الكفر طاعة.
4. لا يدخلون أعمال القلوب في مسمى الإيمان.
5. جعلوا التكاليف عبثاً.
فالمرجئ إذاً الذي يعتقد جل هذه العقائد أو بعضها نحو من يزعم أن الحاكم النابذ لشرع الله المستبدل له بالقوانين الوضعية لا يكفر إلا إذا اعتقد ذلك بقلبه!!
الفكر الإرجائي أخطر على الإسلام وأضر من عقيدة الخروج وكلاهما خطر.هذه هي أخطر عقائد الخوارج، والتكفيريين، والمرجئة أجملناها إجمالاً لنعطي من ليس له علم بهذه العقائد فكرة عامة حتى يكون على بينة من أمره، وحتى لا يرمي من هو بريء من هذه العقائد ويلقبه بها.
ورحم الله سماحة الشيخ العثيمين رحمه الله عندما سأله أحد المتهورين المجاسفين في محاضرة قائلاً: هل شيخ سفر من الخوارج؟!
فما كان منه إلا أن قال: أين الشيخ سفر؟ فقام الشيخ سفر حفظه الله.
فسأله الشيخ العثيمين: هل تعتقد أن مرتكب الكبيرة إن لم يتب منها قبل الموت كافر خالد مخلد في النار؟!
فقال: حاشا وكلا.
هل تكفر علياً وعثمان؟!
فقال: حاشا وكلا.
وهل وهل........
وفي النهاية قال الشيخ العثيمين: أشهد أن شيخ سفر خارج على أهل البدع والأهواء. وقد صدق ورب الكعبة.
فألقم هذا السائل حجراً، وأسكته ورفاقه، وأخرسهم.
هكذا يجب أن يكون العلم، منصفاً في حكمه على الناس، متجرداً للحق، مجانباً للهوى، بعيداً عن التحاسد والتباغض والتنابذ بالألقاب السيئة.
لا إخال أحداً ممن يرمون ويلقبون ببدعة الخروج والتكفير يؤمن ويعتقد شيئاً من هذه العقائد المنحرفة، حيث لم يصدر منهم شيء من ذلك لا في خطبهم، ولا في دروسهم، ولا محاضراتهم وندواتهم، ولا في كتبهم ورسائلهم بل على العكس والنقيض هم من ذلك.
ولنأخذ لذلك مثالاً واحداً لمن لقب بهذه اللقب (خارجي) وأُذِيَ بسبب ذلك ولا يزال يجرح وينتقص، وهو الشيخ سفر بن عبد الرحمن الحوالي حفظه الله وشفاه يقول في كتابه القيم، وسفره المفيد الممتع (ظاهرة الإرجاء في الفكر الإسلامي) تحت مبحث: (الخوارج الظاهرة المضادة)8: (كلمة الخوارج عَلـَمٌ مشهور على تلك الفرقة المعروفة التي وصفها النبي صلى الله عليه وسلم بالمروق من الدين، وتميزت عن سائر الفرق بالغلو والإفراط والشطط والتنطع، كما تميزت في منهجها الحركي بالاندفاع والتهور، والثورية العمياء، والقابلية السريعة للتمزق والاشتعال.
فالخلاف طبعهم، وضيق الأفق سمتهم، ما خيروا بين أمرين إلا اختاروا أعسرهما، وما رأوا طريقين إلا سلكوا أشقهما، وما صادفوا احتمالين إلا انحازوا لأبعدهما.
وقد امتلأت صفحات تاريخهم بنماذج غريبة لعقيدتهم ومنهجهم، فهم يقيمون الدنيا ويقعدونها، ويثيرون ويحجمون من أجل اثبات قضية، قد لا تكون ذات شأن، لكنهم يرون أن عدم إثباتها كفر وضلال، فإذا ما تحقق لهم ذلك نكصوا ونكسوا على رؤوسهم وقالوا: قد كنا مخطئين ـ بل كافرين ـ حين فعلنا ذلك، فيثيرون ويشتطون أشد من الأول من أجل إبطال ما أثبتوه، والتراجع عما قرروه، ويردون ضد ذلك كفراً).
أمثال هذا الرجل الذي يصف الخوارج بكل هذه السلبيات والتناقضات يوصف بانه خارجي؟ بل راعٍ للخوارج في هذا العصر؟! سبحانك هذا إفك مبين، وكذب مهين، لا يخرج إلا عن حقد دفين، وحسد لئيم. وسيعلم الذي ظلموا أي منقلب ينقلبون.
لا يحل لمؤمن يؤمن بالله واليوم الآخر أن يتهم أحداً في عقيدته، أو أن يلقبه بلقب سوء، أو ينتقصه ويحذر منه إلا إذا كان فعلاً من أصحاب البدع الكفرية الداعين لها والمجاهرين بها.
ولا ينبغي لأحد أن ينزل سلوك علمائنا الأخيار من سلف هذه الأمة مع أئمة البدع أمثال:
عمرو بن عبيد.
حفص المنفرد.
الجهم بن صفوان.
وغيلان القدري.
على بعض العلماء، والدعاة، وطلاب العلم الشرعي، الذين هم في الجملة على مذهب السلف.
إذا كان العلماء أجمعوا على تحريم تلقيب المرء بما يكره وإن كان متصفاً به ووجوب تسميته ومناداته بما يحب فكيف تحل نسبته إلى فرق بدعية وجماعات جهنمية؟!
قال الإمام النووي رحمه الله في الأذكار تحت باب (النهي عن الألقاب التي يكرهها صاحبها)9: (قال الله تعالى: "وَلا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ" واتفق العلماء على تحريم تلقيب الإنسان بما يكره، سواء كان له صفة كالأعمش، والأجلح، والأعمى، والأعرج، والأحول، والأبرص، والأشج، والأصفر، والأحدب، والأصم، والأزرق، والأفطس، والأشتر، والأثرم، والأقطع، والزَّمِن، والمقعد، والأشل، أو كان صفة لأبيه أو أمه، أو غير ذلك مما يكره. واتفقوا على جواز ذكره بذلك على جهة التعريف لمن لا يعرفه إلا بذلك. ودلائل ما ذكرته كثيرة مشهورة حذفتها إختصاراً واستغناءً بشهرتها).
قال ابن علان في شرح الأذكار10 مبيناً سبب نزول: "وَلا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ": (قال الحافظ في نزهة الألباب: كان السبب فيه ما رواه أحمد وأبو داود وغيرهما من حديث أبي جبير بن الضحاك رضي الله عنه قال: فينا نزلت هذه الآية، في بني سلمة "وَلا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ" قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة، وليس منا رجل إلا وله اسمان و ثلاثة، فكان إذا دعا أحد منهم باسم من تلك الأسماء قالوا: مه إنه يغضب من هذا الاسم، فنزلت هذه الآية.
وروى ابن الجارود في تفسيره عن الحسين: أن أبا ذر كان بينه وبين رجل منازعة، فقال له أبو ذر: يا ابن اليهودية، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "ما ترى أحمر ولا أسود أنت أفضل منه إلا بالتقوى، ونزلت هذه الآية"وَلا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ" ").
أين التانابز والتلقيب بالخارجي والتكفيري، والجهمي، من التنابز والتلقيب بيا أعمش، أو أعور ونحوهما؟
تولى كبر هذه البدعة السيئة شيخ من شيوخ أهل السنة سامحه الله، وقلده فيها آخرون، ثم نعق بها ناعقون. لقد سواها هذا الشيخ ولم يفكر في عقباها دنيا وآخرى، وفتن بها أولئك الأغرار وشغلهم وألهاهم عما هم في أمس الحاجة إليه: طلب العلم الشرعي، وتزكية النفوس وتطهيرها، والدعوة إلى الله على بصيرة.
فبدلاً من أن يشتغل أولئك الشباب بما ينفعهم في دينهم ودنياهم، أضحى همهم الأول والأخير تصنيف الخلق، والحكم على ما في الضمائر والصدور، الذي لا يطلع عليه إلا علام الغيوب، فنتج من تلك البدعة زعزعة الثقة في كثير من المشايخ والدعاة، وانفضاض البعض من حولهم لا منتسبين إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء.