اهم شي طاعه الولدين...

لعلنا نفهم
التربية الوالدية

نوعية التربية الوالدية مهمة جداً ولا تترك أثرها في حاضر الطفل بل في مستقبله البعيد وعندما يصبح راشداً وفي جميع علاقاته الاجتماعية والأسرية والوظيفية بل تؤثر وبدون مبالغة في سلوكه وفي القيم التي يتبناها ونقصد بالتربية الوالدية تلك الطرق المختلفة التي تتسم بها عملية التنشئة الاجتماعية والتي تختلف من أسرة لأخرى. ومن المعروف في علم النفس أن هناك ثلاثة أنواع للتربية الوالدية.
النوع الأول: التربية المتشددة المتسلطة الديكتاتورية وفيها يضع الوالدان قوانين متشددة صارمة ويتوقعان الطاعة العمياء من قبل الأبناء وبين الحين والآخر يستخدمان العقاب البدني ويصل التحكم في هذا النوع من التربية ليس فقط إلى التحكم في السلوك بل إلى التحكم في الميول والاتجاهات للأبناء فلو كنت مثلاً من مشجعي فريق الهلال فإنك كأب سترفض أن يكون ابنك مشجعاً لفريق آخر وهكذا. أيضاً من سمات هذا النوع من الوالدية عدم اعطاء الأبناء فرصة للمناقشة وإبداء الرأي أو الرفض والاعتراض وهذا النوع يمارسه الكثير من الآباء والأمهات.

النوع الثاني: النوع المتساهل: وهنا نجد أن هذا النوع عكس النوع الأول فالحبل على الغارب كما نقول وان كانت القوانين في النوع الأول قوانين صارمة متشددة فإننا نجد في هذا النوع غياب القوانين التي تحكم وتنظم سلوك الأبناء بل إن دوافع ورغبات الطفل لا يجري تهذيبها وتوجيهها بما يناسب الذوق الاجتماعي فالطفل حر طليق يفعل ما يريد دون رقابة. وليس هناك أية متطلبات من الطفل وهذا النوع متوفر لدينا وأراه كثيراً في المراكز التجارية ترى الأطفال يعبثون بالممتلكات العامة يصعدون في السلالم المتحركة عكس اتجاهها يجرون ويلعبون في المحلات التجارية يختبئون تحت الملابس المعروضة للبيع وأحياناً تعتريني الحيرة وأنا أبحث عن السلطة؟ عن الوالدين أين هما؟

أما النوع الثالث: وهي التربية الوالدية الديموقراطية وهذا النوع مفقود لأنه الوسط وهو الأصعب في التنفيذ والتطبيق. في هذا النوع من الوالدية نجد التربية تتسم بروح الحرية والاحترام المتبادل بين الأبناء والوالدين حيث يضع الوالدان معايير سلوكية معقولة بشرط أن يتابعا تطبيقها من قبل الأبناء بطريقة مستمرة فيها جدية وحزم، وفي هذا النوع من التربية هناك عقاب منطقي و معقول وغير مؤلم بمعنى تجنب العقاب الجسمي ويتوقع الوالدان من الأبناء احترام هذه القوانين ولكن بعد أن يشرحا لهم أهميتها ويقومان بعملية التوجيه والإرشاد. كذلك يعطيان ما يسمى بالتغذية الراجعة من تشجيع ودعم. وفي هذا النوع من التربية يكون هناك تركيز على ما يسمى بالضبط الداخلي بحيث يتعلم الطفل أن يضبط سلوكه بنفسه دون رقابة خارجية فهو يصل في النهاية الى تقييم الموقف والتصرف بناء على ما يتطلبه ذلك الموقف وهذه تربية تصل بالطفل وكذلك به كراشد في المستقبل الى أن يكون إنساناً مسؤولاً يتحمل مسؤولية قراراته. يحترم ذاته والآخرين.

ونحن للأسف الشديد لا ندرك أثر هذه الأنواع الثلاثة لأنها أمر غير محسوس إلا أن المحصلة النهائية لتربيتها لأبنائنا لا تخرج عن الأنواع الثلاثة السابقة الذكر.

من هنا ندرك أهمية التربية وندرك خطورة ترك أولادنا للعمالة المنزلية لتقوم نيابة عنا بهذا الدور الخطير المهم وفكروا معي أي نوع أنتم من التربية الوالدية سابقة الذكر؟ إذا كان من الصعب معرفة ذلك. فهل من الممكن أن نعرف أي نوع من التربية الوالدية تمارسه من نترك أطفالنا عندها؟

دعواتكم

الحب كله لامي و ابي