بسم الله الرحمن الرحيم
اخواني واخواتي في الله , السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مقدمة :
الحزن والفرح نقيضان خلقهما الله تعالى لنعبر عن مشاعرنا تجاه اي موقف اذا كان حزينا او سعيدا فهي مشاعر فطرية لا تنطبق على الانسان فحسب بل على كل شيء يتحرك حتى الشجر والحيوانات والبشر – السعادة والفرح والشقاء والحزن انظروا كم هي متناقضة تلك المشاعر , في كل مظاهر حياتنا كبشر نراها ونواجهها فمنا من يتصور معنى السعادة هي ان نعيش في حياة ذات ميسرة ما فيها نكد ولا ضنك العيش والحزن عكسها ومنا من يرى السعادة في المال والشقاء والحزن بالفقر , تعددت الاراء والمشاعر واحدة حزن وسعادة.
خلقنا الله سبحانه وتعالى في هذه الدنيا لعبادته فالدنيا مهما طال عمرها فهي قصيرة وستزول وتنتهي فكل من يتصور ان السعادة في هذه الدنيا ستزول هذه السعادة عنه عندما يرث الله الارض ومن عليها فماذا سيلاقي؟طبعا عكس السعادة وهو الحزن.
اخواني انا ارى من الناس من حولي يحزن اذا خسر مالا او اضاع شيئا ثمينا ويحزن اذا تعطلت سيارته وبحزن اذا مات له غالي ويفرح اذا امتلك المال كثير منا غافلون عن المعنى الحقيقي للسعادة والحزن ولك لا يحزن اذا فاتته صلاة ولا يحزن اذا ظلم الناس ولا يحزن اذا سرق او زنى او عصى الله جهرا او علانية , يا ترى هل السعادة والحزن في الدنيا فقط؟ قلت قبل قليل بانه اذا ذهبت الدنيا ذهبت سعادتها معها فالأنسان الذي اسعد نفسه في الدنيا , ماذا سيبقى له ان ذهبت الدنيا؟ماذا سيجد؟ سيجد الحزن.
صدقوني يا اخواني وانا ما بجيب من عندي السعادة في الدنيا والاخرة معا ممكن ان تكون اذا كنت مع الله سيكون الله معك فعندما يكون الله معك فمن عليك؟
اكيد لا احد ولا مخلوق عليك لان الخالق معك السعادة الحقيقية هي في القرب من الله فأذا تقربت من الله وكنت مع الله كان الله معك في الدنيا والاخرة.. طيب كيف؟
الجواب مكتوب بالقرأن الكريم في سورة طه :
"ومن يعرض عن ذكري نجعل له معيشة ضنكى , ونحشره يوم القيامة اعمى , قال ربي لما حشرتني اعمى وقد كنت بصيرا قال كذلك اتتك اياتنا ونسيتها وكذلك اليوم تنسى"
تأملوا بالله عليكم جمال وعضمة هذا الكلام ..
ومن يعرض عن ذكري نجعل له معيشة ضنكى..
طيب ومن لم يعرض ؟؟؟ ومن اطاع اوامر الله عزوجل ماذا ستكون معيشته؟ اكيد عكس ما هو مذكور في الاية الكريمة لن تكون معيشة ضنكى وستكون معيشة مرتاحة وسعيدة
وكيف سيحشره الله يوم القيامة ؟؟؟ سيحشره بصيرا , اذا من الاية نستنتج بأن السعادة في الدنيا والاخرة هي بطاعة الله والتقرب من الله عزوجل بالعبادات . اخواني راجعوا انفسكم, كم من الساعات تضيعون كل يوم في غير منفعة ؟ الا تستطيعوا تخصيص ساعة واحدة فقط من وقتكم لله تعالى ؟ افرض انا بضيع 10 ساعات كل يوم طيب خلي ساعة لله – من العشرة اللي ضاعو , الدين لا يحتاج الى معجزة والطاعة والعبادة لا تحتاج الى معجزة كل اللي فرضهم علينا ربنا سبحانه وتعالى خمسة صلوات وهل مجموع الخمسة صلوات تحتاج الى اكثر من ساعة ؟ اذا مالذي يمنعك يا عبد الله واسمك عبد لله ان تطيع الله في اليوم ولو ساعة ؟ مالذي يمنعك الا تصلي في اليوم ساعة؟ يا اخواني في الله صدقوني قمة الشعور بالسعادة عندما تكون مع الله , عندما تتوجه الى القبلة عندما ينادي المؤذن للصلاة عندما تذهب الى المسجد لتصلي لله فأنت مع الله فأذا كنت مع الله كان الله معك كما قال في الحديث القدسي
"من تقرب الي شبرا تقربت اليه ذراعا ومن تقرب الي ذراعا تقربت اليه باعا"
فأذا تقرب الله اليك فهو معك وانت معه وهذا ما تتحدث عنه الاية الكريمة التي هي محور موضوعنا
"الا تنصروه فقد نصره الله اذ اخرجه الذين كفروا ثاني اثنين اذ هما في الغار اذ يقول لصاحبه لا تحزن ان الله معنا"
دققو في الاية – ان الله معنا – وكلمة لا تحزن , فكلمة لا تحزن تساوي كن سعيدا.
اذا وضحت لنا الاية معنا السعادة وموطن السعادة بجملة "ان الله معنا" .
الان بدأ الحديث : ان الله معنا – طيب بجوز اي حدا فيكوا يسأل طيب كيف بدي يكون الله معي ؟
ارجعوا لفوق شوي – من تقرب الي شبرا تقربت منه ذراعا.
والاية الاخرى : "ومن يتوكل على الله فهو حسبه"
لاحضوا التسلسل : التقرب – التوكل.
التقرب يبدأ بطاعة الله تعالى كلشي امرنا فيه ربنا بدنا ننفذه من غير ما نحكي ليش , ربنا سبحانه وتعالى حكيم فعندما يحرم علينا شيء فهو يعلم انه لم يحرمه الا لما فيه ضرر على المصلحة العامة او الخاصة او الدين , والامر يحتمل جانبين الامر بترك معصية والامر بعبادة كالامر بالصلاة والاستغفار – الله سبحانه وتعالى لم يأمرنا بالاستغفار الا لأنه يعلم من استغفرني غفرت له ومن سألني اجبته لذلك امرنا بالدعاء حرم علينا الكذب والسرقة والزنا وبين لنا سبب تحريمها لذلك بما انك عرفت انه هالشي حرام وبدك تكون سعيد بحياتك وبأخرتك وما تكون حياتك ضنكى وبدك انه ربنا يرزقك كنه معه حتى يكون معك.
فأذا كان الله تعالى معك ماذا ستكون النتيجة ؟ واضحة اكيد – سعادة في الدنيا والاخرة , معيشتك لن تكون في ضنك العيش , الرزق والبركات ستنزل عليك هاد كله غير الراحة النفسيه.هل تخاف من احد اذا كان الله معك ؟ هل تخشى على رزقك اذا كان الله معك؟هل هل هل ...؟؟؟ طبعا لا.
لذلك نقول
تقوى الله وطاعته ستجلب لك الكثير الكثير , وامامكم امثلة كثيرة يا اخوان وربنا حط فينا عقل نتفكر فيه ونتعظ – حال الدول وغلاء المعيشة والمعيشة الضنكى والذل والهوان ماهو سببه؟ اكيد الابتعاد عن الله , ابتعدنا عن الله فأصبحت حياتنا بهذه الصورة "
"واذا اردنا ان نهلك قرية امرنا مترفيها ففسقوا فيها فحق عليها القول فدمرناها تدميرا"
اخواني صدقوني الدنيا مهما كبرت مهما طال فيها الامد نهايتها معروفة
ان الله يرث الارض ومن عليها – فأذا انت يا اخي ارضيت الدنيا دون الله ستذهب الدنيا وما عند الله خير وابقى.
لذلك اخواني كل غافل عن ذكر الله وطاعة الله اقول له لا تتبع خطوات الشيطان – الشيطان لو كان يريد لك الخير ما أدخله الله النار. الشيطان يريد لك الشر والله يريد لك الخير فكيف ستطيع الشيطان ولا تطيع الله ؟ كيف تجروء امام الخالق وهو يراك ان تخشى فلان وفلان ولا تخشى الله ؟ كيف تجعل مع الله اندادا؟
عندما تمرض ماذا تقول؟ يارب ... وعندما تمر في ضائقة تقول يارب – اذا بما انك تطيع وتتبع الشيطان وخطواته وتجعله ندا لله فلماذا تقول يارب؟
اما استحيت من الله يوما وانت تقول له يارب ويعطيك مسألتك برغم انك عصيته التهيت عن صلاتك وصيامك وقيامك , اما استحيت من الله؟ اما استحيت من الكريم الذي يعطيك رغم عدم طاعتك له؟
اما تعلم ان سبب شقائك في الدنيا هو البعد عن الله عزوجل؟
اخواني اريد منكم ان تتفكروا في حياتكم وعلاقتكم مع الله تنسوا الدنيا واهلها فهم لن يضروكم ولن ينفعوكم الا بما هو مكتوب – ابتعدوا عن سين وصاد ووكلوا امركم لله تعالى واطيعو الله وتقرب منه طبعا انا بحكي هالحكي ليس لكم فقط بل انا اولكم كن مع الله ليكون معك لتكون انسان سعيدا في دنياك واخرتك
نسأل ا لله يثبتنا على دينه وهداه
واخر دعوانا ان الحمدلله رب العالمين