الاية 178:
ولا يحسبن الذين كفروا اءنما نملى لهم خير لا نفسهم انما نملى لهم ليزدادوا اثما ولهم عذاب مهين التفسير المثقلون باوازرهم : بـعـد تـسـلـيـة الـنبي (ص ) في الايات السابقة وتطمينه تجاه ما يقوم به اعداء الرسالة والحق من مـحـاولات عدائية لا تحصى , توجه سبحانه الى الاعداء في هذه الاية بالخطاب , واخذ يحدثهم عن المصير المشؤوم الذي ينتظرهم ,(وهذه الاية ترتبط - في الحقيقة - باحداث معركة اءحد فهي مـكملة للابحاث التي مرت حول هذه الواقعة , لان الحديث والخطاب تارة كان موجها الى النبي (ص ) واءخرى موجها الى المؤمنين , وها هو هنا موجه الى الكفاروالمشركين ).
ان الايـة الـحـاضرة التي يقول فيها سبحانه : (ولا يحسبن الذين كفروا انما نملي
((3)) لهم خير لانفسهم انما نملى لهم ليزدادوا اثما ولهم عذاب مهين ) تحذر المشركين بان عليهم ان لا يعتبروا ما اتيح لهم من امكانات في العدة والعدد,وما يكسبونه من انتصارات في بعض الاحيان , وما يمتلكونه من حرية التصرف , دليلا على صلاحهم , او علامة على رضا اللّه عنهم .
وتـوضيح ذلك : ان المستفاد من الايات القرآنية هو ان اللّه سبحانه ينبه العصاة الذين لم يتوغلوا في الـخـطيئة ولم يغرقوا في الاثام غرقا, فهو سبحانه ينبههم بالنذر تارة , وبما يتناسب مع اعمالهم من الـبـلاء والجزاء تارة اءخرى ,فيعيدهم بذلك الى جادة الحق والصواب . وهؤلاء هم الذين لم يفقدوا بـالمرة قابلية الهداية , فيشملهم اللطف الالهي ,فتكون المحن والبلايا نعمة بالنسبة اليهم , لانها تكون بمثابة جرس انذار لهم تنبههم من غفلتهم , وتنتشلهم من غفوتهم كما يقول اللّه سبحانه : (ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت ايدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوالعلهم يرجعون )
((4)) .
ولـكـن الـذيـن تمادوا في الذنوب وغرقوا فيها, وبلغ طغيانهم نهايته فان اللّه يخذلهم , ويكلهم الى نـفـوسـهم , اي انه يملي لهم لتثقل ظهورهم باوزارهم , ويستحقوا الحد الاكثر من العقوبة والعذاب المهين .
هؤلاء هم الذين نسفوا كل الجسور, وقطعوا كل علاقاتهم مع اللّه , ولم يتركوا لانفسهم طريق لا العودة الى ربهم ,وهتكوا كل الحجب , وفقدوا كل قابلية للهداية الالهية , وكل اهلية للطف الرباني .
ان الايـة الحاضرة تؤكد هذا المفهوم وهذا الموضوع اذ تقول : (ولا يحسبن الذين كفروا انما نملي لهم خيرلانفسهم انما نملي لهم ليزدادوا اثما ولهم عذاب مهين ).
ولـقـد استدلت بطلة الاسلام زينب الكبرى بنت الامام علي بن ابي طالب (ع ) بهذه الاية في خطابها المدوي والساخن امام طاغية الشام يزيد بن معاوية الذي كان من اظهر مصاديق العصاة والمجرمين الـذيـن قـطعوا جميع جسور العودة على انفسهم بما ارتكبوه من فظيع الفعال , وما اقترفوه من شنيع الاعمال اذ قالت : اظننت يا يزيد ... ان بنا على اللّه هوانا, وبك عليه كرامة , وان ذلك لعظم خطرك عنده ؟ فشمخت بـانـفك , ونظرت في عطفك , جذلان مسرورا, حين رايت الدنيا لك مستوثقة والامور متسقة , وحين صـفا لك ملكنا وسلطاننا, فمهلا مهلا انسيت قول اللّه عزوجل : (ولا يحسبن الذين كفروا انما نملي لهم خير لانفسهم انما نملي لهم ليزدادوا اثما ولهم عذاب مهين ).
جواب على سؤال : ان الايـة الـحـاضـرة تـجيب ضمنا على سؤال يخالج اذهان كثير من الناس وهو: لماذا يرفل بعض العصاة والمجرمين في مثل هذا النعيم , ولا يلقون جزاءهم العادل على اجرامهم ؟ فـان الـقـرآن الـكـريـم يـرد عـلى هذا التساؤل الشائع قائلا: ان هؤلاء فقدوا كل قابلية للتغيير والاصـلاح , وهـم بـالـتـالي من الذين تقتضي سنة الخلق ومبدا حرية الانسان واختياره ان يتركوا لـشانهم , ويوكلوا الى انفسهم ليصلواالى مرحلة السقوط الكامل , ويستحقوا الحد الاكثر من العذاب والعقوبة .
هذا مضافا الى ما يستفاد من بعض الايات القرآنية من انه سبحانه قد يمد البعض بالنعم الوافرة وهو بـذلـك يستدرجهم , اي انه ياخذهم فجاة وهم في ذروة التنعم , ويسلبهم كل شي ء وهم في اوج اللذة والـتمتع , ليكونوا بذلك اشقى من كل شقي , ويواجهوا في هذه الدنيا اكبر قدر ممكن من العذاب , لان فـقـدان هـذا النعيم اشد وقعا على النفس , واكثر مرارة كما نقرا في الكتاب العزيز: (فلما نسوا ما ذكـروا بـه فـتـحـنـا عـلـيـهـم ابواب كل شي ء حتى اذا فرحوابما اوتوا احذناهم بغتة فاذا هم مبلسون )
((5)) .
ومـثل هؤلاء - في الحقيقة - مثل الذي يتسلق شجرة , فانه كلما ازداد رقيا ازداد فرحا في نفسه , حـتـى اذا بـلـغ قمتها فاجاته عاصفة شديدة , فهوى على اثرها من ذلك المترفع الشاهق الى الارض فتحطمت عظامه , فتبدل فرحه البالغ الى حزن شديد.
لفتة ادبية : يـتـبـيـن مما قلناه في تفسير هذه الاية ان اللام في قوله سبحانه : (ليزدادوا اثما) لام العاقبة وليست لام الغاية .
وتـوضـيـح ذلك : ان العرب قد تستعمل اللام لبيان ان ما بعد اللام مراد للانسان ومطلوب له كقوله : (لتخرج الناس من الظلمات الى النور)
((6)) .
ومن البديهي ان هداية الناس وخروجهم من الظلمات الى النور مراد له سبحانه .
وقد تستعمل العرب اللام لا لبيان ان هذا هو مراد ومطلوب للشخص , بل لبيان ان هذا نتيجة عمل المرء ومال موقفه كقوله تعالى : (فالتقطه آل فرعون ليكون لهم عدوا وحزنا)
((7)) ولا شك انهم انـمـا اخـذوه لـيكون لهم سروراوقرة عين . ولا يختص هذا الامر باللغة العربية وآدابها, بل هو مشهور في غيره من اللغات والاداب .
ومن هنا يتضح الجواب على تساؤل آخر يطرح نفسه هنا وهو: لماذا قال سبحانه : (ليزدادوا اثما) الذي معناه -بحسب الظاهر - اي نريد ان يزدادوا اثما.
لان هـذا الاشـكـال والـتساؤل انما يكون واردا اذا كانت اللام هنا لام الارادة والغاية المبينة للعلة والهدف , لا لام العاقبة ليكون معنى قوله ليزدادوا اثما هو: لتكون عاقبة امرهم ازديادهم الاثم .
وعـلـى هذا يكون معنى الاية : نحن نمهلهم لتكون عاقبة امرهم ازدياد ذنوبهم واوزارهم من الاثم , فالاية لا تدل على الجبر مطلقا, بل هي خير دليل على حرية الانسان واختياره .
الاية 179:مـا كان اللّه ليذر المؤمنين على ما اءنتم عليه حتى يميز الخبيت من الطيب وما كان اللّه ليطلعكم على الغيب ولكن اللّه يجتبى من رسله من يشاء فاءمنوا باللّه ورسله وان تؤمنوا وتتقوا فلكم اءجر عظيم التفسير المسلمون في بوتقة الاختبار والفرز: لم تكن قضية المنافقين مطروحة بقوة قبل حادثة معركة اءحد ولهذا لم يكن المسلمون يعرفون عـدوا لـهـم غـير الكفار, ولكن الهزيمة التي افرزتها اءحد وما دب في المسلمين على اثرها من الـضعف المؤقت مهد الارضية لنشاط المنافقين المندسين في صفوف المسلمين , وعلى اثر ذلك عرف الـمـسـلـمـون وادركـوا بـان لـهم عدوا آخراخطر يجب ان يراقبوا تحركاته ونشاطاته وهو المنافقون , وكان هذا احدى اهم معطيات حادثة اءحد ونتائجهاالايجابية .
والايـة الـحـاضـرة التي هي آخر الايات التي تتحدث - هنا - عن معركة اءحد واحداثها, تبين وتـستعرض هذه الحقيقة في صورة قانون عام اذ تقول : (ما كان اللّه ليذر المؤمنين على ما انتم عليه حـتـى يـمـيز الخبيث من الطيب )فلابد ان تتميز الصفوف , وتتم عملية الفرز بين الطيب الطاهر, والـخـبـيث الرجس . وهذا قانون عام وسنة الهية خالدة وشاملة , فليس كل من يدعي الايمان , ويجد مـكـانـا فـي صـفـوف المسلمين يترك لشانه , بل ستبلى سرائره , وتنكشف حقيقته في الاخرة بعد الاختبارات الالهية المتتابعة له .
وهـنـا يـمـكن ان يطرح سؤال (وهو السؤال الذي كان مطروحا بين المسلمين آنذاك ايضا حسب بعض الاحاديث والروايات ) وهو: اذا كان اللّه عالما بسريرة كل انسان واسراره فلماذا لا يخبر بها الناس - عن طريق العلم بالغيب - ويعرفهم بالمؤمن والمنافق ؟ ان المقطع الثاني من الاية وهو قوله : (وما كان اللّه ليطلعكم على الغيب ) يجيب على هذا السؤال . اي ان اللّه سـبحانه لن يوقفكم على الاسرار, لان الوقوف على الاسرار - على عكس ما يظن كثيرون لا يـحـل مـشـكـلة , ولايفك عقدة , بل سيؤدي الى الهرج والمرج والفوضى , والى تمزق العلاقات الاجتماعية وانهيارها, وانطفاء شعلة الامل في النفوس وتبدده , وتوقف الناس عن الحركة والنشاط والفعالية .
والاهـم مـن كل ذلك هو انه لابد ان تتضح قيمة الاشخاص من خلال المواقف العملية والسلوكية , ولـيـس عـن اي طـريق آخر, ومسالة الاختبار الالهي لاتعني سوى هذا الامر, ولهذا فان الطريق الوحيد لمعرفة الاشخاص وتقويمهم هو اعمالهم فقط
(() .
ثم ان اللّه سبحانه يستثني الانبياء من هذا الحكم اذ يقول : (ولكن اللّه يجتبي من رسله من يشاء) اي انـه يـخـتـارفي كل عصر من بين انبيائه من يطلعهم على شي ء من تلك الغيوب ويوقفهم على بعض الاسرار بحكم احتياج القيادة الرسالية الى ذلك , وتبقى الاعمال - مع ذلك كله - هي الملاك الوحيد والمعيار الخالد والمسار الابدي لمعرفة الاشخاص وتمييزهم وتصنيفهم .
ومـن هذه العبارة يستفاد ان الانبياء - بحسب ذواتهم - لا يعرفون شيئا من الغيب , كما ويستفاد منها ان مايعلمونه منه انما هو بتعليم اللّه لهم واطلاعهم على شي ء من الغيوب , وعلى هذا الاساس يكون الانبياء ممن يطلعون على الغيب , كما ان مقدار علمهم بالغيب يتوقف على المشيئة الالهية .
ومـن الـواضـح والـمـعلوم ان المراد من المشيئة الالهية في هذه الاية - كغيرها من الايات - هو الارادة الـمقرونة بالحكمة اي ان اللّه سبحانه يطلع على الغيب كل من يراه صالحا لذلك , وتقتضي حكمته سبحانه ذلك .
ثـم انـه تـعالى يذكرهم - في ختام الاية - بان عليهم - وهو الان في بوتقة الحياة , بوتقة الامتحان الكبير, بوتقة التمييز بين الصالح والطالح , والطيب والخبيث , والمؤمن والمنافق - عليهم ان يجتهدوا لينجحوا في هذا الامتحان ويخرجوا مرفوعي الرؤوس من هذا الاختبار العظيم , اذ يقول : (فامنوا باللّه ورسله وان تؤمنوا وتتقوا فلكم اجرعظيم ).
ثـم ان الـمـلاحظة الملفتة للنظر والجديرة بالتامل في هذه الاية التعبير عن المؤمن بالطيب , ومن الـمعلوم ان الطيب هو الباقي على اصل خلقته الذي لم تشبه الشوائب , ولم يدخل في حقيقة الغرائب .
ولـم تلوثه الكدورات ,فالماء الطاهر الطيب , والثوب الطيب الطاهر وما شابه ذلك هو الذي لم تلوثه الكدورات , ويستفاد من هذا ان الايمان هو فطرة الانسان الاصيلة , وهو جبلته الاولى .
الاية 180:ولا يحسبن الذين يبخلون بما ءاتهم اللّه من فضله هو خيرا لهم بل هو شر لهم سيطوقون مابخلوا به يوم القيمة وللّه ميرث السموت والا رض واللّه بما تعملون خبير التفسير طوق الاسر الثقيل : تبين الاية الحاضرة مصير البخلاء في يوم القيامة , اءولئك الذين يبذلون غاية الجهد في جمع الثروة ثم يمتنعون عن الانفاق في سبيل اللّه , ولصالح عباده .
والايـة هـذه وان لـم تتعرض صراحة لذكر الزكاة وغيرها من الحقوق والفرائض المالية , الا ان الاحاديث الواردة عن اهل البيت (ع ), وكذا اقوال المفسرين خصصت هذه الاية وما وعد به فيها من الوعيد بمانعي الزكاة , ويؤيده التشديد المشهود في الاية , فان امثال هذا التشديد والتغليظ لا يتناسب مع الانفاق المندوب المستحب .
تـقول الاية اولا: (ولا يحسبن الذين يبخلون بما آتاهم اللّه من فضله هو خيرا لهم بل هو شر لهم ) ثـم تـصـف مـصير هؤلاء في يوم القيامة هكذا: (سيطوقون ما بخلوا به يوم القيامة ) اي ستكون تلك الاموال التي بخلوا بهاطوقا في اعناقهم في ذلك اليوم الرهيب .
ومـن هـذه الـجـمـلـة يـستفاد ان الاموال التي لم يدفع صاحبها الحقوق الواجبة فيها, ولم ينتفع بها المجتمع , بل صرفت فقط في سبيل الاهواء الشخصية , وربما صرفت في ذلك السبيل بشكل جنوني , او كدست دون اي مبررولم يستفد منها احد سيكون مصيرها مصير اعمال الانسان , اي انها - طبقا لـقـانون تجسم الاعمال البشرية -ستتجسم يوم القيامة وتتمثل في شكل عذاب مؤلم يؤذي صاحبها ويخزيه .
ان تـجسم مثل هذه الاموال التي تطوق بها اعناق ذويها اشارة الى الحقيقة التالية , وهي ان كل انسان يتحمل ثقل مسؤوليتها كاملا دون ان يكون هو قد انتفع بها.
ان الامـوال الوفيرة التي تجمع بشكل جنوني وتكنز ولا تصرف في خدمة المجتمع لا تكون سوى اغـلال وسجون لاصحابها, لان للاستفادة - كما نعلم - من الاموال والثروة الشخصية حدودا, فاذا تـجاوزها الانسان عادت عليه نوعا من الاسر الثقيل , والوزر الضار, اللهم الا ان يستفيد من آثارها المعنوية وذلك حينما يوظفها في الاعمال الايجابية الصالحة .
ثـم ان هـذه الاموال لا تشكل طوقا ثقيلا في اعناق اصحابها في الاخرة فحسب , بل تكون كذلك في هـذه الـدنياايضا, غاية الامر ان هذا المعنى يكون اكثر ظهورا في الاخرة , بينما يكون في شي ء من الـخفاء في هذه الحياة , فاية حماقة - ترى - اكبر من ان يتحمل المرء مسؤولية جمع الثروة مضافة الـى مـسؤولية الحفاظ عليها وحسابهاوالدفاع عنها وما يلازم ذلك من مشاق تثقل كاهله , في حين لا ينتفع بها هو ابدا, وهل الاموال حينئذ الا طوق اسرثقيل لا غير؟ فـفـي تـفـسير العياشي عن الامام الباقر(ع ) انه قال : الذي يمنع الزكاة يحول اللّه ماله يوم القيامة شجاعا
((9)) من نار ...ثم يقال له : الزمه كما لزمك في الدنيا.
والـمـلفت للنظر التعبير عن المال في هذه الاية ب (ما اتاهم اللّه من فضله ) الذي يفهم منه ان المالك الـحـقـيقي لهذه الاموال ومصادرها هو اللّه سبحانه , وان ما اعطاه لاي واحد من الناس فانما هو من فضله , ولهذا ينبغي ان لا يبخل ,ان ينفق من تلك الاموال في سبيل صاحبها الحقيقي .
ثـم ان بعض المفسرين يرى ان مفهوم هذه العبارة يعم جميع المواهب الالهية ومنها العلم , ولكن هذا الاحتمال لا ينطبق مع ظاهر التعبيرات الواردة في الاية .
ثـم ان الايـة تشير الى نقطة اءخرى اذ تقول : (وللّه ميراث السماوات والارض ) يعني ان الاموال سـواء انـفـقـت في سبيل اللّه او لم تنفق فانها ستنفصل في النهاية عن اصحابها, ويرث اللّه الارض والـسـمـاء ومـا فيهما, فالاجدر بهم -والحال هذه - ان ينتفعوا من آثارها المعنوية , لا ان يتحملوا وزرها وعناءها, وحسرتها وتبعتها.
ثم تختم الاية بقوله تعالى : (واللّه بما تعملون خبير) اي انه عليم باعمالكم , يعلم اذا بخلتم , كما يعلم اذا انفقتم مااءوتيتموه من المال في السبيل الصالح العام وخدمة المجتمع الانساني , ويجازي كلا على عمله بما يليق .