السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اخواني الكرام مما يحز في نفسي هو عدم اعتبار المرأة ككائن يجب احترام عقله قبل شكله، لماذا
مجتمعاتنا أصبحت تنظر للمرأة كأنها سلعة تعرض للزينة، لو اقتصرت تلك النظرة على الشخص
الجاهل أو الذي مستواه الفكري يتسم بالقصور لقلت لا بأس، لكن ما رأيكم في أصحاب المؤسسات
والشركات الذين يهتمون بشكل المرأة اكثر مما يهتمون بكفاءتها المهنية. فتاة محجبة أعرفها جيدا
منذ سنوات هي موظفة في قطاع خاص، سبق أن رفض طلبها في التوظيف قبل عامين من قبل مدير
احدى المؤسسات التربوية ، كل ذنبها انها محجبة مع انها افضل من كثيرات غير محجبات نظرا
لثقافتها علاوة على تربيتها، لانني أعرف كل افراد عائلتها، فهي ترعرعت وسط عائلة محافظة
وملتزمة. اشترط عليها ذلك المدير اذا أرادت قبول طلبها نزع حجابها وأنها سوف تتقاضى أجرا
محترما، لكن لكون تلك الفتاة متدينة ومقتنعة تماما بحجابها فانها رفضت رفضا قاطعا. وقد عوضها
الله بعد ذلك بوظيفة أخرى تتقاضى فيها نصف ما كانت ستتقاضاه لو قبلت شرط ذلك المدير، لكنها
مع ذلك صبرت وقبلت بذلك المبلغ الزهيد، وفي هذه السنة أرادت ان تبحث عن عمل تتقاضى فيه
أجرا أفضل، وقد وجدته في مؤسسة أخرى وتم الاعتراف بكفاءتها عندما أعطت شهادة التقدير
الممنوحة لها للمسؤولين عن تلك المؤسسة لأنها تمتلك كفاءة عالية، لكن المشكلة أنه طلب منها
نفس الشرط الذي رفضته قبل عامين والمتمثل في نزع حجابها. وأيضا ما حكاه لي احد الاصدقاء
بأن مدير شركة طلب من سيدة نزع الحجاب فرفضت واجابته :"لن انزع الحجاب حتى يأمرني من
فرضه علي بنزعه"، وعندما وجد ذلك المدير اصرار منها على عدم نزعه، وأيضا لم قام بطردها
فان في ذلك خسارة كبيرة لشركته لأنه لديها خبرة كبيرة ولا توجد امرأة اخرى بمثل كفاءتها، اضطره
ذلك لابقائها في شركته على مضض ورغما عنه. فلماذا كل هذا الحقد على حجاب المرأة، ولماذا
يعتبر هذا الاخير عائقا بين المرأة وبين اشتغالها في بعض المؤسسات والشركات، لماذا يشترطون في
المرأة الجمال والاناقة وخفة الدم والابتسامة في وجه الزبائن ولو كانت تلك الابتسامة صفراء مصطنعة،
هل المهم هو كفاءة المرأة أم شكلها. هل المهم حشمة المرأة وعفافها ام تبرجها وابراز مفاتنها