الذكاء هبة من الله يمنحها لعباده بنسب متفاوتة كالرزق والجمال وغيرهما من الصفات وقد وضعت عدة نظريات حول الذكاء وتصنيفاته وكذلك فقد وضعت اختبارات متعددة لقياس الذكاء. ومن المهم أن نعرف أن الذكاء الأكاديمي والعلمي يختلف كلياً عن الذكاء الاجتماعي فالذكاء العلمي تدخل فيه عدة عوامل من ذاكرة قوية وقوة استرجاع للمعلومات وربط ومعالجة المعلومات العلمية بسرعة كبيرة.
أما الذكاء الاجتماعي فهو : 1- قابلية الفرد على الاستحضار والاستفادة من كل الظروف الاجتماعية المحيطة والخروج بموقف يبعد عن الفرد الإحراج ويحقق أهدافه سواء كانت بسيطة أو كبيرة.
2- القدرة على التحليل الاجتماعي الذي يعني القدرة على اكتشاف مشاعر واهتمامات الآخرين ببصيرة ناقذه .
3- القدرة على التصرف في المواقف الاجتماعية والذي يجعل الانسان اكثر مرونة في تعامله مع الآخرين ويكتسب بالممارسة .
ومن الضروري أن نشير إلى أن الذكاء العلمي الأكاديمي مرتبط بشكل وثيق بدراسة الشخص وكثرة اطلاعه وتداخله مع الكتاب والمعلومة .
اما الذكاء الاجتماعي مرتبط بالأمور الاجتماعية والتجارب الحياتية التي قد يكتسبها الفرد من خلال تجاربه في الحياة فليس شرطاً أن يكون الشخص على مستوى عالٍ من الذكاء العلمي ويكون بنفس المستوى في الذكاء الاجتماعي بل قد يكون العكس تماماً وهذا ما نجده في بعض الشواهد لعلماء وعباقرة فقد كانوا قمة في الذكاء العلمي ولكنهم اجتماعياً لم يكونوا على مستوى من هذا الذكاء لعدم احتكاكهم الشديد مع المجتمع وعدم معرفة تفاصيل ودهاليز الحياة وتعقيداتها. ويعكس هذا النوع من الذكاء قدرة الفرد على فهم وإدراك وملاحظة مشاعر الآخرين وحالاتهم المزاجية، واحتياجاتهم، وتنعكس هذه القدرة في مهارات تعامل الفرد مع الآخرين وتحفيزهم.
مميزات هذا الذكاء يتميز من يتمتع بهذا الذكاء بالصفات التالية:
يستمتع بصحبة الناس أكثر من الانفراد.
يبدو قائدًا للمجموعة.
يعطي نصائح للأصدقاء الذين لديهم مشكلات.
يحب الانتماء للنوادي والتجمعات أو أي مجموعات منظمة.
يستمتع بتعليم الآخرين بشكل كبير.
لديه صداقة حميمة مع اثنين أو أكثر.
الآخرون يبحثون عن تعاطفه أو اهتمامه وصحبته.
يسعى الآخرون لمشورته وطلب نصحه.
يسعى للتفكير في مشكلة ما بصحبة الآخرين أفضل مما يكون بمفرده.
يبدو جذابًا مشهورًا له شعبية.
يحب المناقشات الجماعية والاطلاع على وجهات نظر الآخرين وأفكارهم.
إن الذكاء الاجتماعي يتمثل في إمكانية الفرد على التخلص والتملص من المواقف الحياتية المحرجة ويتمثل في إمكانية الشخص على إقناع من حوله والتكيف معهم ويتمثل في التخطيط للوصول إلى أهداف الفرد الذاتية . وقد يخرج الذكاء الاجتماعي إلى معانٍ متعددة فيقال أحياناً إن هذا الشخص دبلوماسي أو صاحب اتكيت أي انه يحاول أن لا يصطدم بالأشخاص ولا يواجههم بما يكرهون وبذلك لا يفقد أحداً من الأطراف .
ويعتمد الذكاء الاجتماعي على عدة مهارات منها : 1- التعرف على الحالة النفسية للمتكلم والقدرة على تذكر الاسماء والوجوه .
2- رسم الابتسامة على الوجة واكتساب روح الدعابة والاشتراك مع الآخرين في مرحهم .
3- تقبل النقد وإذكاء روح النقاش واحترام حق الآخرين في التعبير عن آرائهم .
4- ابداء المشاعر للآخرين والتفاعل معهم ومشاركتهم في المناسبات المختلفة .
5- تدريب النفس على تجنب الانفعال والغضب وضبطها عندما يوجه باللوم اليك .
6- ان يكون الحديث مع الآخرين بحدود ولا يتطرق للمساس بأشياء شخصية تسبب الضيق للآخرين.
7- تعلم الأنصات وفن الحوار
8- استخدام اتيكيت االمجاملة في الوقت والمكان المناسبين
9- تدريب النفس على عدم اساءة الظن في الآخر
10- التدريب على عدم التكلف وتجنب الصراحة الواضحة التي تجرح الآخرين
ماذا يفيد كوني ذكيا اجتماعيا؟ قد يتساءل سائل: ما أهمية أن أتمتع بالذكاءالاجتماعي؟ ماذا سيضير أن أكون غير ذكي في المجال الاجتماعي؟ هنا يكون الجواب ببساطة هو أن الذكي اجتماعيا شخص مثقف واسع الاطلاع والخبرة، فاختلاطه بغيره من الأفراد بصورة مستمرة يتيح له قدرا واسعا من العلم والمعرفة، مما لا تتيحه الكتب و المراجع، علاوة عما يتمتع به هذا الشخص من السلام والأمان النفسي والاجتماعي، فهو شخصية آسرة، محبوب من غيره، مهاب جانبه، لبق الحديث ، حلو المعشر، مجامل بغير نفاق، مثابر وشجاع، لا يتوان عن تقديم يد العون للمحتاجين والمعوزين، وهو فوق هذا كله يتمتع بذاكرة فولاذية، فلا ينسى وجها قابله ولا اسما حدثه، وأخيرا فهو شخص قوي، قادر على إدارة غضبه وانفعالاته، بحيث يبدو في كل الأحوال هادئا رزينا وقورا. و القضاء على "الإرهاب الاجتماعي "، أي الخوف والخجل من التواجد مع أفراد آخرين لا يمتون للفرد بأي صلة، ويزداد الأمر تعقيدا إذا ما دُعي الشخص للحديث، فإنه عندئذ يستشعر موجة من الغضب والخوف والضيق ويتمنى لو غادر المكان بأقصى سرعة، وإذا تكلم بدأ بالتوتر والتلعثم، وقد ينتهي الأمر به إلى مغادرته المكان قبل أن ينتهي حديثه !!
الذكي اجتماعيا إنسان أدرك ذاته، و عرف معنى حياته، و منهجه فيها مرسومة، و طريقه موسومة، متواصل مع غيره متمكن من مهارات تواصله، متفاعل مع محيطه، مبادِر، مبادِئ، مؤثِّر، مفتاح للخير، مغلاق للشر، ثري اللغة، جريء الفؤاد، قادر على التكلم للجمهور و شدّ السامع و إمتاعه و دفعه للفعل، يأطِر الناس على التفكير الإيجابي أطْرا إذا تطلب الأمر ذلك، و يفسح لهم من الأمل آفاقا رحبة، يركِّز على خير ما لدى الناس و يوسِّعه و ينمِّيه، ويستحثُّ نوازع الخير في الخلق و يرعاها، كريم، جواد، معطاء، سخاء ، نديٌّ، فيَّاض، يفرح بالعطاء للخلق، و جبر كسرهم .
كيــف تكون ذكي إجتمـاعيـاً ؟؟ - وسّع دائرة معارفك وأصدقائك، وحاول كل يوم إن لم تكتسب صديقا جديدا فلا تخسر واحدا.
- حاول أن تترك أثرا طيبا في أي شخص تقابله ولو من خلال ابتسامة .
- حاول ألا تفوت المناسبات الاجتماعية المختلفة كالأفراح والمآتم وغيرها، واحرص على أن تنتقي عباراتك وفقا لكل مناسبة .
- شارك في الجمعيات والهيئات التي تهتم بتقديم الخدمات للناس.
- اهتم بصلة أرحامك، وأدِّ الصلوات في جماعة.
- حاول أن تتعرف على الحالة النفسية لمحدثك من خلال تعبيرات وجهه وحركات جسده، وتعامل معه وفقا لهذه الحالة.
- استخدم التلميح لا التصريح عندما لا يعجبك تصرف الطرف الآخر .
- تعلم فن الإنصات كما تجيد الحوار، فالإنصات الجيد لمحدثك هو نصف نجاحك اجتماعيا .
- حاول أن تتجنب الغضب والانفعال عامة، وعندما يتم توجيه اللوم إليك خاصة.