دور المراة الرفية في ترشيد المياه

* الماء عنصر ضروري للحياة و هو مصدر معيشة جميع الكائنات البشرية و الحيوانية و النباتية كما هو نعمة من أنعم الله عز وجل من بها علينا أجمعين و حثنا على الحفاظ عليها و عدم هدرها .

- و قد حان الوقت لتبني ثقافة مائية أكثر تقشفا للحفاظ على هذه الثروة فالتنمية الحقيقية للموارد المائية لها حدودها النظرية و العلمية وهي مكلفة اقتصاديا و تتطلب زمنا طويلا.

- و هنا يدخل عامل التوعية للأفراد و بالخصوص المرأة في الأسرة للسلوك الاستهلاكي للمياه بالتعقل و الاتزان و الرشاد و هذا لضمان التنمية المستدامة في كافة المجالات .

- كما أن غياب الوعي البيئي للسكان و التعدي على الطبيعة في الأرياف لم تسلم من المساوئ إذ يفتقد مجتمع الريف إلى المرافق الضرورية للحياة و في مقدمتها الصرف الصحي حيث يتم صرف نسبة من المخلفات على المجمعات المائية .

من هنا يبرز دور المرأة جليا في القدرة على الحفاظ على الثروة المائية من التلوث و من المنظور التنموي يمثل تأثير المرأة على التنمية أكثر من 50% بسبب تأثيراتها المتشعبة على باقي عناصر الموارد البشرية ( الأطفال ، الشباب ، و الرجال ) و كصانعة للأجيال فالمرأة تعتبر قوة إجتماعية و إقتصادية و قوة تربوية لأنها تربي الأجيال و تغرس القيم .

- كما يساهم تطوير المرأة الريفية في خلق قيم بيئية و تنمية الشعور بالمسؤولية في المجتمع لهذا يمكن القول أن قيمة تنمية المرأة الريفية لها عوائد اقتصادية و اجتماعية و بيئية جد هامة .

.../...

Ι - وضعية المياه في الجزائر

- إن ندرة المياه في الجزائر و الجفاف الجزئي لبعض المناطق يجبرنا على البحث عن كيفيات استغلال المياه بشتى أنواعها و بمختلف الطرق ( المياه الجوفية ، تحلية مياه البحر ، استرجاع مياه الصرف الصحي و معالجتها ... ) .

1 * المــوارد المائيـــة :

- إن الموارد المائية في الجزائر مقدرة بحوالي 19,2مليار متر مكعب سنويا و هي موزعة على النحو التالي :

- المنطقة الشمالية : 14 مليار / م³ سنويا منها :

- 12 مليار م³ / سنويا سيلان سطحي ( أنهار ، وديان ، سدود ...)

- 2 مليار م³/ سنويا مياه جوفية .

- المنطقة الصحراوية : 5,2 مليار م³ / سنويا منها :

- 0,2 مليار م³ / سنويا مياه سطحية

- 05 مليار م³ / سنويا مياه جوفية .

- و إلى يومنا هذا فإن كمية المياه المحجوزة في 50 سد و المستعملة تقدر بـ 2,2 مليار م³ / سنويا بالرغم من أن سعة التخزين تقدر بـ 5 مليار م³ / سنويا .

أما فيما يخص المياه الجوفية فإن الكميات المستغلة تقدر بـ 3,2 مليار م³ / سنويا

- 1,8 مليار م³ في الشمال

- 1,4 مليار م³ في الصحراء .

- أي أن حجم التخزين الإجمالي للمياه يقدر بـ 5,4 مليار م³ / سنويا منها : 1,6 مليار م³ / سنويا مستغلة للشرب 30% مصدرها السدود أما الباقي فهو موجه للسقي .

إن الاحتياجات الحقيقية للجزائر من الماء تقدر بـ 6 مليار م³ /سنويا أي أن هناك وجود نقص يقدر بـ 0,6 مليار م³/ سنويا .

.../...

Π – وضعية المرأة الريفية في الجزائر

- إن المرأة الريفية في الجزائر لا يختلف وضعها عن كثير من نظيراتها في مختلف البلدان العربية و هي تشمل شرائح النساء اللائي يقطن البدو، الريف و المناطق الصحراوية التي تضم نسبة كبيرة من المجتمع الجزائري .و بصفة عامة تشير الإحصائيات إلى أن المرأة الريفية عامة و في الريف الجزائري بصفة خاصة هي الأقل نموا اقتصاديا و تعليميا و اجتماعيا و ثقافيا .

- و إن كانت الغالبية العظمى منهن تمتهن النشاط الزراعي بحيث يقدر عدد العاملات في هذا الميدان بـ 399943. امرأة أي ما يعادل نسبة 16% من سكان الريف الذين يمارسون النشاط الفلاحي .

- فتردي الأوضاع المعيشية و الاجتماعية للفرد الريفي و خاصة المرأة أدى الى بروز عدة مظاهر من فقر و جهل و أمية و هذا لنقص مرافق الحياة الضرورية من كهرباء ، غاز و الطرق ، وكل المنشئات الإجتماعية و الثقافية ...

- و من هذا الباب انتهجت الدولة الجزائرية سياسة لتطوير المجتمع الريفي و خاصة المرأة منهم و هذا بتسطير 9000 مشروع جواري للتنمية الريفـية

( خماسي 2004/2009 ) تهدف إلى تطوير و تحسين المستوى المعيشي و الثقافي ل800.000 عائلة ريفية و لتطوير المرأة بصفة خاصة قامت هذه المشاريع بتنمية أعمال المرأة في مجال الزراعة والنشاطات الحرفية .

.../...

Ш – المرأة الريفية و دورها في التوعية المائية :

- تعتبر المرأة العصب و الشريان الحي للمجتمع ، فهي مدرسته التي قال فيها أحمد شوقي : " الأم مدرسة إذا أعددتها أعددت شعبا طيب الأعراق " فبانتهاج الدولة لسياسة المشاريع الجوارية للتنمية الفلاحية التي تنتظر منها عودة الفائدة على الفرد الريفي بالأخص المرأة حيث تكون لها أدوار حساسة و هامة : خاصة في المحافظة على الثروة المائية بـ :

- المسؤولية في ترشيد إستهلاك المياه في أشغال المنزل .

- تربية الأطفال على عدم هدر و إسراف المياه .

- الحرص على مراقبة حنفيات المياه إذا كانت فاسدة و عدم تركها مفتوحة

- و بصفتها شريك الرجل في النشطات الفلاحية يمكنها إستعمال الطرق الحديثة لسقي المحاصيل الفلاحية لتوفير أكبر قدر ممكن من المياه .

** الخـــــاتـــمــــة **

في الختام نذكر أن الجزائر تتربع على مساحة تقدر بأكثر من مليوني كلم² و هي مقسمة جغرافيا إلى ثلاثة مجموعات ( الساحل ، الهضاب العليا ، الصحراء ) مختلفة مناخيا ، فلاحيا ، ثقافيا ، ذهنيا ...

و لهذا فإن المرأة الريفية دورها يختلف من حيث المهام و الواجبات من منطقة إلى أخرى بالإضافة إلى اختلاف القبائل في مختلف مناطق البلاد من حيث العادات و التقاليد و اللهجات ومن هنـا يأتي برنامج المشاريع الجوارية للتنمية الفلاحية في تحديد الموازنة العامة للدولة لتنمية المرأة الريفية .

شكرا لك

تسلم اخى