نيوتن و أحفاده

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين

العلم ................ أعظم ما يشتهر به الإنسان فالإنسان العالم و المعلم هو إنسان عظيم و إنسان مبجل لا لنسبه و قبيلته و لا لإسمه وورثته بل لتربيته الأجيال و تسهيله الحياة بعلمه و الأهم إيقانه بربه فالعالم الذي أثبت إيمانيته بعلمه حصل على أعلى مراتب الإيمان اليقين !!!. إن من اعظم أسباب تدهورنا نحن العرب و خصوصا في الجزيرة العربية اننا أصبحنا شعب يفخر بالأنساب و الأحساب و القبيلة و نسي أهم الأفخار و أعظم الاحساب طاعة الله و العلم !!!! فتراهم يتراقصون وهم يرددون نحن بني فلان فعلنا كذا و كذا و نسيوا أن ركبهم مستورد و ملبسهم مستورد و أكلهم مستورد ومشربهم كذلك بل حتى أفعالهم مستوردة !!!! فعلى ماذا يفخرون !!!!

و كاني أسمع العالم الشاعر الزمخشري و هو يردد حالنا قائلا

يـا مـن يحـاول بالأمانـي رتبتـي***كـم بيـن مستفـلٍ وآخـر راقــي
أأبيـتُ سهـران الـدجـى وتبيـتُـهُ***نوماً وتبغـي بعْـدَ ذاك لحاقـي؟!

فياما تحاول أن تري و تقنع نفسك بالعظمة و أنت نائم حالم أقول لست أعظم ممن بات ليله يتعلم ويعلم و ياما يحاول أن يري نفسه أنه اعظم من الغرب و اليهود أقول ردد كلمات الزمخشري ففيها حالنا الحقيقي نبات نائمين ونبغي بعد ذلك لحاقهم !!!! أين العقل من ذلك ؟؟

بعد هذه المقدمة الطويلة أحكي لكم قصة من اعظم القصص حكاية خيوطها من الأرقام و نسيجها عقول عظام و نتاجها نهضة ملئة الدنيا !!!! يقال أن مابين عام 1643 م و عام 1955 م عاش أعظم جيل في العلم عاش اعظم جيل لا بقوته العسكرية و لا بقوته المادية بل بقوته العلمية إنه جيل نيوتن و أحفاده حتى مع وجود الهمجية لقادتهم و إستعماراتهم إلا أنهم تميزوا بالعلم النبيل و العقول الراقية و قول الحق واجب علي !!!!

بدأ هذا الجيل مع ولادة أعظم علماء البشرية مع ولادة آسحاق نيوتن عام 1643 م و أنتهى مع وفاة أعظم حفيد لنيوتن إنتهى مع وفاة أعظم أذكياء البشر ألبرت آينيشتاين عام 1955 م . إن قصة هذا الجيل قصة غريبة إن دلت تدل على الهمة و التفكير العالي و الراقي تدل على التجرد من سفاسف الأمور إلى أعاليها إن النهضة الصناعية و العلمية التي شهدها الغرب في الثلاث القرون الأخيرة لم تحصل بين ليلة وضحاها بل لبنات وضعها أهم علماء أوربا لتكتمل بعد ذلك البناء العظيم و المسمى النهضة الصناعية و التي للأسف تم إستغلالها بصورة شنيعة من سياسي و ديكتاتورات الغرب !!!! و لكن مع هذا فإن التطور و الحضارة المنظمة ما زالت هي الصورة الجميلة لأحفاد نيوتن و طلابه و كما يقول الدكتور عائض القرني الحضارة ترقق القلوب و تعين النفس و تهذبها !!!!

و لكن يا أخوتي للحياة سنن و قوانين و اعظمها قانون التغير فالحال لا يبقى دائما و جيل العظماء و صناع الحضارة و الحياة يتنهي و يتلاشى ليأتي بعد ذلك أجيال تنقض و تهدم ما بناه الأجداد يقول الله جل في علاه { فَخَلَفَ مِن بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا } و هذه هي الحقيقة التي نراها في الغرب اليوم صحيح أن الحضارة ما زالت لديهم و لكنها أصبحت عجوز في مراحل الإحتضار فالغرب لا أدري أأقول للأسف أم لحسن الحظ سقطو في دهاليز المادية ونسوا السعادة الحقيقية فإنتشار العادات اللاخلقية و الجنون الغريب و تفاهة الأماني و صغائر الأمور أصبحت هي السمة الوحيدة للوجوه الغربية فجيل الرقص و الشرب !!! والهمم الساقطة و كلمات مثل الجنس هوليوود مادونا و غيرها الكثير أصبحت أهم لديهم من العظمة التي ورثوها في يوم من الأيام.... الشذوذ في كل شيء أصبح هو حالهم فشذوذ جنسي و شذوذ مادي و شذوذ عقلي !!!!

في الحقيقة أصبح الكثير من مثقفي الغرب و علمائها يحذرون بقرب نهاية الحضارة الغربية التي كما قلت أصبحت عجوز مريضة يحضر لها تابوتها !!!!

ولكن السؤال المهم برأيي إذا أنتهت الحضارة الغربية و أندثرت بسبب أبنائها و عقليتهم الشاذة ماهو البديل ؟؟؟ ........ بالفعل ماهو البديل الذي سيشتق العرب و المسلمين و يستوردون حضارتهم منها وعقليتهم فيها هل سنرى الأسماك و الضفادع الصينية مكان الهمبورجر الغربي أم سنرى البرياني و البهارات الهندية !!! أعذروني على تفاهة المثال و لكنه هو الحقيقة فالصين و الهند الآن هي الحضارتين الناهضتين في العالم في حين سقوط الغربية و كردة فعل منا نحن أصحاب البطون الجوفاء التي تستقبل كل شيء و لا تملك شيء سنبحث عن بديل ثقافي وحضاري بدلا عما فقدناه !!!!

و لكن السؤال الحقيقي لما لا نرى المساجد و العمائم في أوربا و الصين و الهند ؟؟؟؟

هل حان الوقت لكي نقول نحن البديل هل لنا المقدرة على ذلك و الأهم هل نحن أهل لذلك ...... صحيح اننا نملك المنهج الكامل و الدستور الناجح و لكن أين العقول !!!!!

هو تساؤل أتمنى أن نجعله أمام عيوننا و في عقولنا و قلوبنا وهو أنه حان الوقت ليكون الإسلام هو البديل فالإسلام هو النهج الوحيد الذي يمكنه إنقاض العالم من السقوط الوشيك خلقيا و حضاريا و لكن أعتقد أنه للأسف إن كنا نحن أحفاد هذا النهج لا نتمثله فكيف بغيرنا الذي نريد منه أن يستورده منا

تساؤل لعله يجعلنا نستيقظ مما نحن فيه ؟؟؟؟؟

هل حان الوقت ؟؟؟؟؟

شكرا لك اخى الساحر