هام" أسماك الزينة في البحر الأحمر تواجه شبح الانقراض

سعر الواحدة يتراوح بين 001 الى 005 دولار

القاهرة ـ مـــن ـ وكالة الصحافة العربية:
حذر متخصصون في علوم البحار والمصايد من خطر الصيد العشوائي في البحر الأحمر الذي يغتال الطبيعة البحرية الساحرة لأسماك الزينة النادرة ، خاصة في منطقة الطور ورأس محمد الأمر الذي قد يهدد بانقراضها خلال فترة وجيزة من الزمن.
وكشف تقرير صادر عن المعهد القومي لعلوم البحار في مصر أن عمليات الصيد بدأت تزداد بعد السماح بعمليات الصيد المتوقفة منذ 3 سنوات ، مما دفع العديد من المستثمرين للدخول في منافسة شرسة غير عابئين بالمبالغ والرسوم التي تتراوح بين 06 الى 021 ألف جنيه كعقوبة على الصيد من الباطن وتحقيق أرباح طائلة من وراء تدمير هذه الثروة الوطنية النادرة.
وأكد د· سليمان حامد رئيس المعهد القومي لعلوم البحار والمصايد أن المعهد حذر من الصيد الجائر والعشوائي للأسماك النادرة في الطور ورأس محمد والبحر الأحمر عامة، وكانت هناك استجابة فورية من وزير الزراعة السابق المهندس أحمد الليثي الذي أصدر قراره بإيقاف عمليات الصيد لأسماك الزينة وظل القرار ساريا لمدة ثلاث سنوات، حتى قام وزير الزراعة الحالي أمين أباظة بالسماح بإعادة عمليات الصيد تحت إلحاح بعض المستثمرين الذين يقومون بصيد هذه الأنواع وتصديرها لأوروبا بأسعار خرافية فإذا كان سعر سمكة الزينة الواحدة محلياً يتراوح ما بين 100- 3 دولار فإن السعر عالميا عند التصدير يتراوح ما بين 500-100 دولار للسمكة الواحدة، خاصة لدى الشعوب التي تقبل على أسماك الزينة الآتية من البحر الأحمر مثل: ألمانيا وسويسرا والدول الاسكندنافية، حيث يقتنون أحواضاً مائية كاملة للشعاب المرجانية وأسماك الزينة النادرة·
ونبه د· عمرو زكريا المشرف العام على مركز نظم المعلومات بالمعهد إلى أن استمرار هذه العمليات معناه تدهور البيئة البحرية الطبيعية وتجريد البحر الأحمر من أسماكه النادرة وهذا يهددها بالانقراض وبدوره يهدد العائدات من السياحة الأجنبية الوافدة التي تعيش على الغوص في أعماق البحر للتمتع بمشاهدة أسماك الزينة وتصويرها والشعاب المرجانية الرخوة الملونة التي لا مثيل لها في أي مكان آخر في العالم·
ويشير د· عمر تمام أستاذ المحميات الطبيعية الى أنه لا يوجد إحصاء دقيق لعدد أسماك الزينة النادرة في مصر، على العكس من ذلك فإنه قد تم إحصاء 742 نوعاً من الطيور في مصر ولا يوجد إحصاء مماثل له للأسماك من حيث عددها وإنتاجها وبيضها وصغارها المعرضة للانقراض والفناء سريعاً، وبما أن البحر الأحمر هو من البحار المفتوحة ، حيث تطل عليه الأردن ومصر والسعودية والسودان واليمن وإسرائيل، فلو أوقف جهاز شؤون البيئة في مصر تصدير الأسماك النادرة منه فإن المستثمرين والمصدرين سوف يلجأون لمناطق أخرى للعمل من خلالها ويستمر التدمير!
وأكد متخصصون في بيولوجيا الأسماك والمصايد، أن الصيد الجائر للأسماك النادرة في البحر الأحمر لا يقتصر على مصر وحدها حيث إن اليمن على سبيل المثال تصطادها وتصدرها بأسعار أرخص من مصر ومن أسعار تصدير "شركة مصايد أعالي البحار" وقالوا: للأسف أسماك الزينة حساسة جدا وعددها قليل ومجرد صيد أنثى واحدة من المجموعة السمكية تؤثر على المجموعة كلها على المدى الطويل، أكثر من هذا فإن أثر السياحة - رغم فائدتها- سلبي للغاية على أسماك الزينة والشعاب المرجانية.

بارك الله فيك